أبو الفتوح قلقيلة
الفقر عليك هو المكتوب يا شعبي !
أينما وليت وجهك.. كل شيء قابل للانفجار ولكن للأسف النظام لا يشعر بذلك ولا يعرف أقل القليل عن شعب يتعايش ويحتال على البقاء بأقل القليل أيضًا ولكنهم يستكثرون ذلك عليه، بالقطع أعني ما ذكره الرئيس في افتتاح مصنع الإسكندرية للمواد البترولية والذي أنشأته ثورة يناير المجيدة وافتتح السيد الرئيس خط إنتاجه (الثاني) منذ يوميــن، يومها تحدث الرئيس وأسهب وأكــد ما كان ينويه من قبل عن رفع الدعم نهائيًا عن الشعب حتى تخطـو مصر للأمام قاطعًا أنه لن يتردد مثلما تردد الآخــرون من الرؤساء في فعل ذلك !
أولا: لمن لديهم قليل من الذاكــرة، هذه ليست أول مرة يتحدث فيها الرئيس عن ذلك، سبق أن بشـــرنا بهذا مرتين قبيل ترشحه وإحداهما كانت مع إبراهيم عيسى ولميس في يوم 16 / 4 / 2014، ولكن الرئيس يومها قال إنه لن يفعل ذلك قبل أن يغنى المصريين حسبما حسبها (اللى بياخد ألف ياخد ألف ونص أو ألفين).. ظلم جدا فهل أغنى الرئيس المصريين أم أغنى فئات معينة هي في أساساها غنية وقوية ونافذة ومؤثرة ولا تتأثر بأى دعم سلبًا لأنه هي فوق الدعم وفوق المصريين من أكثرية الشعب وفوق الحياة ذاتها.. بينما تم إفقار الأكثرية بقرارات وقوانين معدة مسبقًا لصالح هؤلاء المرضى عنهم دومًا !
ثانيا: الرئيس كان ينوى ذلك حتى وإن كان هناك سيولة دولارية ووفرة تمويلية واقتصادية، الأمر إذًا لا يتعلق بأزمة اقتصادية خانقة صنعتها حكومة فاشلة لا تعرف كيف تدير قرية، تلك هي قناعاته الذاتية والتي استمدها من الرئيس الراحل السادات والذي يمثل له قيمة كبيرة مع أن أكثرية الناصريين وبعض اليساريين جعلوا منه جمال عبد الناصر الذي كان عكس ذلك تمامًا خاصة في انحيازه للفقراء.. كل هذا لا يهم فقناعات الرئيس شىء لا نحاسبه عليه إلا إذا ترجمها لسياسات تمس أكثرية الشعب وتؤثر في وطن.. وهنا لم يجد الرئيس من يقنعه من مستشارين أو مقربين ليؤكدوا له أن تلك الخطوة لا تصلح في مجتمع على حافة الفقر وأن كل شىء أوشك على الانفجار وهذا بالطبع لا يريده الرئيس ولا نحن ولا الناس أنفسهم ولكن.. هي طبيعة الأشياء فالضغط يولد الانفجار، فما بالك بالجوع والضغط واليأس من وجود لأي بصيص من العدل في هذا البلد الضائع خيراته على كبرائه وفقط !
ثالثا: يصر الرئيس وحده أولا، ثم يؤمن على كلامه كل من في السلطة بأن الحل يجب أن يكون بالضغط على الفقراء الوطنيين الذين يجب أن يقفوا بجانب مصر.. عن أي مصر تلك ! لا ندرى، وأنهم هم المشكلة وهم الحل أيضًا، فليجوعوا قليلا أو حتى كثيرا.. هذا لا يهم، بينما هم في الأساس جوعى ولكن بعزة نفس وبشرف وبوطنية حقة، فهم لا يحصلون على شىء فعلى ولا يطالبون بشىء بينما غيرهم ممن تدللهم الدولة، يأخذون كل شىء ويطالبون بالمزيد ويستكثرون أقل القليل على الأغلبية المفقورة المنهوبة المسحوقة !
رابعا: لو أراد الرئيس حلا لتلك الأزمة بعيدًا عن قناعاته الراسخة بأن الفقراء هم السبب، فإن الجميع.. نعم الجميع سواء كانوا خبراء أو باحثين اقتصاديين أو طلاب اقتصاد أو حتى عمال تراحيل، يقدمون الحل للرئيس. فقط خذ قليلا من الأغنياء بالقانون ضرائب تصاعدية تصل لضعف قيمتها الفعلية الحالية، والتي تبلغ 22 % فقط وستحصد أكثر كن 12 مليار دولار من صندوق النقد الذي سيقتلنا جميعًا.. أعنى بـ"جميعًا" الأكثرية المفقورة المظلومة المهدرة حقوقها عن عمد..
حسنًا إن كنت تريد حلا آخر بعيدًا عن فرض ضرائب، يمكن لسيادتك أن تقلل من بند الأجور في الموازنة العامة والذي قفز من 85 مليار في عام الثورة لـــ 212 مليارًا في هذه العام.. لكن من الذي استفاد منه! بالقطع الجميع وليس سيادتك وحدك، يعلمون أن تلك الزيادة لم تصحب إلا في صالح علية القوم أصحاب الحظوة والمسيطرون على خيرات هذا البلد المظلوم أهله، فمـازال هنــاك من يحصــل على أقــل من 1000 جنيه وشهريًا وهنــاك من يستولى على عشرات ومئات أضعـــاف هذا الرقــم ! خفـض رواتب الكبــار وستحدث معجزات كبيرة حقيقية في شهــور قليلة.
فليكــن التقشف على الجميع وليذق الجميــع معنى الوقــوف لمصر، الجميـــع يا ريس وليس الغـلابة المطحونيــــن الذين لا تقوى أرجلهم على حملهم من بدهلة المواصـلات أو من أثر اللف كعابى في طلب لقمة العيش توفيـرًا لجنيه في مكيروباص غير آدمى في بلد لا تعرف العدل.. أم أن الفقر هو المكتوب على ضعفاء وفقراء الشعب فقط يا ريس.. فليمس الجميع التقشف المزعوم المفروض فقط على الضعفاء وساعتها سنقرض صندوق النقض ولن نكون لاهثين وراء رضائه القاتل.. قليل من العدل يا ريس حتى نأمن انفجارًا يوشك أن يحدث أينما وليت وجهك.