لدىّ يقين لا أعرف له سبباً.. أن طالعى دوماً ما يرتبط بالأهلى.. أو تحديداً بحالته الفنية ومستوى أدائه فى مبارياته التى يلعبها فى كل البطولات..!
لا أصادف حظاً حسناً حينما يخسر.. ولا تطرق السعادة بابى إن ظهر ضعيفاً مفككاً..!
لا أعرف إن كان الأمر يتعلق بى وحدى، أم يتجاوز إلى باقى مشجعيه.. ولكننى أثق بتلك الحقيقة التى أشعر بها..
والدلالات كلها تشير إلى صحة ظنى.. متى خسر مشروعى التجارى الوحيد الذى حاولت إقامته؟.. إنه نفس العام الذى خسر فيه الأهلى بطولة الدورى منذ سنوات على يد إنبى فى آخر مباراة!
متى تشاجرت مع زوجتى دون سبب؟.. يوم خسر الأهلى من الزمالك فى نهائى الكأس فى العام الماضى!! والعكس صحيح أيضاً.. فانتصارات الأهلى تبعث بداخلى طاقة إيجابية.. ويبدأ بعدها حظى الحسن فى مرافقتى.. فيتسع الرزق.. وتتوالى انتصاراتى الشخصية الصغيرة.
الصور السابقة قد تعكس لك مدى كراهيتى لكل من يتسبب فى إضعاف ذلك الفريق.. والذين يأتى على رأسهم مؤخراً السيد رئيس النادى.
يقولون إن الأهلى دولة كاملة.. وأصدقهم.. فالأهلى هو مصر كلها.. مصر نفسها.. بعراقتها وأصالتها.. بتاريخها وعظمتها.. بمؤسساتها ونظامها.. إنه حزب الشعب البسيط.. وملجأ كل من يبحث عما ينتمى إليه فى مصر.. فإذا صلح صلحت الدولة.. وإذا ضعف.. تجد كل الأمور قد تعقدت!!
إنها الحقيقة.. الحقيقة التى يمكنك أن تراها على وجوه الناس فى الطرقات.. الحقيقة التى يؤكدها ذلك الوجوم الذى تجده ينتشر ويتوغل حين يهزم الأهلى.. وذلك الاكتئاب الذى تشعر به فى داخلك.
ورئيس الأهلى منصب رفيع قوى.. ربما أقوى بكثير من مناصب حكومية سيادية.. أذكر خلافاً حدث بين رئيس النادى السابق، وأحد وزراء الرياضة.. فكان أن أصدر الوزير قراراً بحل مجلس إدارة النادى.. فما كان من رئيس النادى إلا أن لجأ إلى رئيس الوزراء.. الذى أمر بإلغاء قرار الوزير.. وقبول استقالته بعدها بأيام قليلة!!
المشكلة أننا نعيش هذه الأيام عصراً غير مسبوق فى تاريخ النادى «الدولة».. فرئيس النادى ليس على مستوى الحدث.. ولا على مستوى المنصب!! إن السيد المحترم رئيس النادى لم يمارس كرة القدم فى حياته.. لا بأس.. لا يشترط فى ذلك المنصب أن يمارس صاحبه أى لعبة رياضية.. ولكنه يصر لسبب لا يعرفه أحد سواه.. أن يتدخل فى شأن الفريق ببجاحة غير مبررة.. فيفرض عليه مديراً فنياً محدود الإمكانيات.. ويصر عليه!!
والنتيجة هى تراجع حاد فى أداء الفريق.. وتفكك نلاحظه جميعاً فى الملعب!.. بل ونوعيات جديدة من المشاكل التى بدأت فى الظهور بين اللاعبين.. والتى يمكن تلخيصها.. أن النادى بلا «كبير»!!
هل يدرك السيد رئيس النادى ما يفعله فى قلوب البسطاء؟.. هل يستوعب حجم الكراهية التى اكتسبها من هذا القرار؟.. وما سبقه من قرارات بمدربين لا يقلون عن ذلك المدرب فشلاً؟!
فى حوار تليفزيونى منذ عام مضى كان السيد محمود طاهر يدافع عن نفسه أمام إعلامية شهيرة.. ويعدد إنجازات النادى فى عهده.. فما إن عاد البرنامج من فاصل إعلانى وجدناه يهتف بها فى استدراك عجيب:
مهلاً أريد أن أضيف شيئاً...لقد أخبرونى الآن تليفونياً بأننا قد اكتسحنا كل مسابقات السباحة لهذا العام!!
أو لم تكن تعرف سيدى؟!.. وهل تحتاج لمن يخبرك الآن؟!..
لقد أصبح واضحاً أمام الجميع أن الكيان أكبر بكثير من إمكانيات رئيسه.. وأنه لم يتول ذلك المنصب عن رغبة أو حب كما كان من قبله.. ربما هو نوع من الوجاهة الاجتماعية فى نظره.. ولكنها وجاهة تكلفنا الكثير ياسيدى..! سيدى رئيس النادى.. نستحلفك بالله أن تنسحب سريعاً من المشهد.. نرجوك بكل عزيز لديك.. أن تترك لنا نادينا ليعود كما كان.. فقراراتك الخاطئة.. وإصرارك عليها.. يؤذى كل عشاقه.. ولا أعتقد أنك ترضى أن تؤذى أحداً.
فلترحل سيدى.. ولتتنازل عن ذلك المنصب الذى لن يمنحك الوجاهة الاجتماعية التى تبحث عنها.. وإنما سيمنحك لعنات البسطاء فى كل مكان!
سيدى.. عفواً.. فأنت لا تستحق الأهلى.. والأهلى لا يستحق من هو مثلك!!
الأهلى يمرض ولا يموت.. إنها العبارة التى يهتف بها عشاقه دوماً.. والتى يؤمن بها الشعب المصرى كله.. ولكننى أعرف الحقيقة.. سنموت جميعاً يوماً.. ولن يموت الأهلى.. الدولة!!