التحرير
سامح عيد
استعينوا بأهل الإيمان علي أهل الإيمان؟!
في أثناء الحرب الإفغانية ، كان المجاهدين يأتون من الدول الإسلامية والأموال تأتي من دول الخليج ، والسلاح يأتي من أمريكا ، وهنا وقع الجهاديون في معضلة ، إنها أمريكا التي يسبونها ليل نهار ، واعتادوا علي إلصاق تهمة الإلتحاف بها والتحالف معها والتأثر بها لمناوئيهم من الليبراليين والعلمانيين واليساريين ، وأصبحت تهمة متغرب تهمة تلصق بالمشايخ أو الكتاب الذين يشيدون بحضارة الغرب وقوانين الغرب ونظافة الغرب ، أليس هؤلاء هم النصاري الذين مافتئنا نقول ونردد علي المنابر قوله تعالى.

وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلَا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ قُلْ إِنَّ هُدَى اللَّهِ هُوَ الْهُدَى وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُمْ بَعْدَ الَّذِي جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلَا نَصِيرٍ (120) سورة البقرة.

ونفسرها بأنه البراء الكامل من ضمن عقيدة البراء أو كما يسمونها الولاء والبراء ، الولاء لأهل الإيمان وهم جماعتنا وحدها ، والبراء من الكفار ، كيف سيكون البراء ونحن نأخذ أسلحتهم ونتلقي تدريبات علي استخدام تلك الأسلحة من قادتهم ، حتي الخرائط والخطط العسكرية يسربونها إلينا.

وكانت المناورة التي قالها أسامة بن لادن وقتها، نستعين بأهل الكفر علي أهل الكفر، وسارت كالنار في الهشيم، ملعوبة.

ولكن هل من الممكن أن تعكس الآية ، نذهب إلي ماقاله محمود جامع عن السادات عندما انتهي شهر العسل بين السادات والإخوان وقال قولته الشهيرة لا دين في السياسة ولا سياسة في الدين ، وتصدرت جيهان السادات وقتها مع سيدات المجتمع قانون الأحوال الشخصية الجديد ، الذي رآه الشيوخ مخالفاً للدين ، وانطلقوا يهاجمون السادات ويهاجمون زوجته ، واستغلوا تقبيل الرئيس الأمريكي لها أثناء معاهدة السلام ،وأساءوا لها وللسادات أيَّما إساءة وكان علي رأسهم الشيخ كشك والغزالي والمحلاوي وعبدالصبور شاهين وعبدالرشيد صقر وغيرهم مع حفظ الألقاب للجميع حتي غضب السادات غضباَ شديدًا.

يقول جامع:

بدأ السادات يفكر، بالطريقة ذاتها التي فكر بها من قبل ، وبالتكتيك نفسه ، إذ دعا محمد توفيق عويضة الذي كان مفصولاً من المجلس الأعلي للشئون الإسلامية وقت أن كان الشعراوي وزيرا ًللأوقاف ، وكلفه بأن يشكل جماعات لضرب الجماعات الإسلامية بعد أن جعله مستشاراً لرئيس الجمهورية للشئون الإسلامية.
وبدأ ماسمي بمعسكرات أبو بكر الصديق الصيفية ، وكانت نفقاتها تأتي في ميزانية خاصة تحت إشرافه ، وكان السادات حريصاً علي زيارة شبان تلك المعسكرات ، والإلتقاء بهم ، والإغداق عليهم لكن أحداً لم يكن بمقدوره أن يقف في وجه الجماعات الإسلامية بعد أن وصلت إلي المكان الذي لا يستطيع أحدالوقوف أمامه . رغم أن السادات كان يحرضهم علي الجماعات الإسلامية وكان يقول لهم علناً في خطبه المذاعة إضربوهم يا أولاد.

هل يمارس النظام الحالي نفس اللعبة ، يضرب الإخوان بالسلفيين ، يخرج محمد حسان وبرهامي اليوم لمهاجمة الإخوان بشكل كبير ، هذا بالإضافة إلي شيوخ الأزهر الطيب وعلي جمعة ومختار جمعة وغيرهم مع حفظ الألقاب للجميع

وهل ستفلح تلك النظرية ، وهل فلحت من قبل.

المشكلة أن التيارات الإسلاموية ، لا تحتاج إلي تحريض علي بعضها البعض ، فهي تتبني فكرة تفترق أمتي علي بضع وسبعون شعبه كلها في النار إلا واحدة ، وكل جماعة تربي جماعتها علي هذا الحديث المدَّعي ، وتدَّعي في نفس الوقت أنها الفرقة الناجية ، وتظهر القصور في الجماعات الأخري وكيف انحرفوا عن منهج النبي الكريم وعن طريق السلف الصالح ، أو عن شمولية الإسلام كما يقول الإخوان ، ولكنهم دائما ًيؤجلون حروبهم الشخصية عندما يحاربون الآخر ، فبعد الحرب الأفغانية ، قامت حروب دامية بين قادة المليشيات المسلحة في أفغانستان ، ونفس الشئ يحدث في سوريا الآن ، ونفسه يحدث في العراق وفي ليبيا ، وحتي في غزة ، بين حماس والجهاد الإسلامي ، ويصل إلي حد القصف حيث قصف الحمساويين مسجد ابن تيمية للجهاديين من عدة سنوات.

ومن المبادئ الحركية لدي الجماعات ، لا يرفع للحق رايتين ، وإذا رفعت للحق رايتين فإحداهما راية حق والأخري راية ضرار ، نسبة إلي مسجد الضرار الذي هدمه رسول الله لأنه كان مسجدا ًللمنافقين ، بمعني أن إحداهم لابد أن تقضي علي الأخري ، ويعتمدون أحاديث تقول إذا بويع لخليفتين فاقتلوا أحدهما أو اقتلوا الثاني منهما ، ولذلك قال البغدادي ، لو أتي الظواهري إلي العراق وجب عليه بيعتي.

ولكني لا أعتقد أن السادات نجح في هذه اللعبة ، ففي النهاية اتفق الجميع عليه ، فمنهم من قَتَل ومنهم من شَمَت ، فهل سينجح السيسي.

تنويه ، فالإيمان علمه عند الله ، وكذلك الكفر وليس من حق أحد أن يتأله على الله.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف