انتبه...
متابعة دورة الألعاب الأولمبية المقامة حاليا بريودي جانيرو بالبرازيل خطر جدا علي الصحة النفسية والعصبية. خصوصا إذا تابعتها علي قناة النيل للرياضة المصرية.
ستشاهد في منافسات السباحة واليد والسلة وألعاب القوي والطائرة وغيرها من الألعاب كائنات فضائية كأنها من كوكب آخر تخوض المنافسات بقدرات فائقة لم نعتدها ولم نصادفها من قبل.
ربما تستمتع في البداية. ولكن سرعان ما تصاب بإحباط عندما تواجه حقيقة أن أيام الأولمبياد معدودة. وسوف تفتقد هذه المتعة التي لن تجد مثيلا لها في ملاعبنا. وعليك الانتظار 4 سنوات مقبلة حتي تطل علينا تلك الكائنات الفضائية مرة أخري.
هذا عن الإحباط. أما عن الاكتئاب والصدمة النفسية فستشعر بها عندما تتابع فريقاً أو لاعباً مصرياً يخوض أي مباراة في أي لعبة. حسام بكر كاد أن يصبني بالشلل في مباراة الملاكمة مع خصم ضعيف بدولة حديثة العهد باللعبة هي المكسيك. وخسر ميدالية أوهمنا خبراء اللعبة بأنها مضمونة لمصر. إسلام الشهابي يترنح أمام لاعب الكيان الصهيوني ويخسر مباراة الجودو في دقيقتين. سباح مصري يحصل علي المركز الــ 24 من أصل 25 منافسا. وعلي رأي مشجع سعودي: ¢كويس انه ما غرق¢!
منتخب الطائرة ودع بدري بدري بعد أداء هزيل. واخفاقات متوالية لجميع فرق وأعضاء البعثة المصرية في المصارعة والرماية. حتي فريق اليد ظهر بمستوي متواضع للغاية. وكما جاء علي لسان حسن مصطفي رئيس الاتحاد الدولي لليد. فإن منتخبنا هزم نفسه. وأضاع كل الفرص لتحقيق نتائج طيبة في الأولمبياد.
وبعد الاحباط والاكتئاب. نأتي إلي مرحلة الصم والبكم وانت تتابع منافسات الدورة علي شاشة صماء بدون تعليق. فهذا هو حال قناة النيل الرياضية. التي نطقت فجأة في مباراة لمصر في الكرة الطائرة ولكن بصوت معلق كرة قدم عرفت بعد ذلك انه اشرف محمود. طريقة تعليقه علي المباراة جعلني اكتم صوت التليفزيون. وأحمد ربنا علي نعمة البصر. فقد كان يعلق علي ¢الطائرة¢ بمفهوم ¢القدم¢.
لك أن تتخيل عزيزي القارئ. أقصي عدد من الأهداف في مباراة كرة القدم مثلا 6 أهداف. فيمكن أن تتقبل من معلق المباراة أن يصرخ بعد كل هدف ¢وجول وجول وجول¢. إنما في مباراة كرة طائرة. كيف تتحمل صراخه: ¢ونقطة.. نقطة.. نقطة¢؟! علما بأن مباراة الطائرة تتكون من 3 أشواط كل شوط 25 نقطة.