التحرير
طارق الشناوى
كسر حاجز الصمت!!
مَن الذى يطفئ النور، ثم بعد ذلك يعلن «نكتفى بهذا القدر» فيعود مرة أخرى كل شىء، كأن لم يكن هناك أساسا شىء.

فى العادة لا أحد سيقول، لا توجد أوراق رسمية لمن أصدر القرار الأول بقطع النور حتى تعثر على ورقة أخرى، تؤكد انتهاء عقوبة الانقطاع، عدد من الفنانين والكتاب والإعلاميين كانوا يشغلون مساحة على الخريطة المرئية والمقروءة والمسموعة، ثم حدث فجأة اختفاء قسرى صار يشمل القطاعين الرسمى والخاص، فلم تعد لدينا مسافة محددة بينهما، أقصد الإعلام الحكومى والخاص.

مثلا كنموذج عمرو حمزاوى الذى رأيته قبل يومين مع خيرى رمضان فى برنامجه «ممكن» على فضائية «سى بى سى» بعد فترة دام فيها الظلام الإعلامى، وكان حمزاوى قبلها بعامين زميلا لرمضان على نفس الفضائية، ولديه برنامجه الأسبوعى، وينتقل بحرية من قناة إلى أخرى، ويدلى بدلوه هنا وهناك فى الشأن السياسى أو الشأن العام، ثم أصبح خارج الخط، لأنه لم يتطابق فى رؤيته السياسية مع النظام، كان حمزاوى فى طليعة من ثاروا ضد الإخوان ونزل إلى الشارع يوم 30 يونيو مطالبا برحيل هذا الكابوس عن قلب مصر، لكنه اختلف بعد ذلك فى التفاصيل، فى توقيت رآه البعض لا يجوز فيه إلا التطابق، فأصبح وفى لحظة خارج الخط، وليس هو فقط كان هناك أيضا زوجته بسمة، التى كان ينبغى أن تدفع الثمن لأنها زوجته، وهكذا كان من المفترض أن يعرض لها فى رمضان الماضى مسلسل «أهل إسكندرية»، شاركها البطولة عمرو واكد وكتبه بلال فضل، ثم تراجعت كل الفضائيات عن عرضه، قيلت أسباب كثيرة، مثل أن هناك عقبات حالت دون تسويق المسلسل، أو أن الشريك فى الإنتاج وهى شركة كويتية لم تسدد، أو أن وكالات الإعلان لم تتحمس وغيرها، ولكن من السهل أن تدرك أن السبب الحقيقى هو الموقف السياسى، وأن الأمور تشابكت بين موقف الزوج السياسى ومستقبل زوجته الفنى. ورغم إدراك بسمة حساسية الموقف وحرصها على أن لا تتورط فى أى حديث قد يفسره البعض على غير حقيقته، أو يحمله ما لا يحتمل، فإن كل ذلك لم يشفع لها.

سيظل دائما هناك من يزايد، أتذكر أننا قبل بضعة أشهر فى أثناء إقامة مهرجان «أبو ظبى السينمائى»، تعمد أحد نجوم الكوميديا أن لا يصافح عمرو واكد، الذى كان يشارك فى المهرجان بفيلم «القط»، نجم الكوميديا وجدها فرصة لكى تصل الرسالة بأنه رفض مصافحة واكد، الذى سبق له أن أعلن من قبل أنه قد منح صوته لحمدين صباحى فى انتخابات الرئاسة الأخيرة.

وهكذا وفى نفس السياق أرى حرص الإعلام على اختفاء أسماء مثل علاء الأسوانى وبلال فضل وباسم يوسف وخالد أبو النجا وغيرهم، كأنهم يقدمون رسائل إلى السلطة بأنهم على الخط، حتى إن هناك من ربط بتعسف بين تأجيل عرض فيلم داوود عبد السيد الأخير «قُدرات غير عادية» وبين اسم البطل خالد أبو النجا، كأن شركات التوزيع تعاقب النجم على موقفه السياسى. لا أعتقد أن هناك من يطالب بكل هذا التعنت، ولكن لدينا من يزايد على الدولة، ليقدم إليها رسائل غير مباشرة، تؤكد أنه يحب من يحبها ويعادى من يعاديها، وأنه دائما على الخط، فهل أصبح من له رأى مغاير هو العدو اللدود.

أتذكر عندما قال كاتبنا الكبير وحيد حامد: «إذا كان السيسى مش قد الحمل يسيبه للى يقدر» فُتحت عليه النيران من فوهة كل المدافع، ولم يسكتها سوى أن الرئيس بعدها التقاه مع مجموعة صغيرة جدا من الفنانين، وكان حضور وحيد هو المانشيت، فتوقفت الضربات، مع الأسف لا نزال ننتظر الرئيس، لأننا فى «كى جى وان» ديمقراطية!!
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف