المساء
عصام سليمان
بالعقل - ّلنا نترقب .. وعد المحافظ !!
جميل أن يعلن محافظ القاهرة اخلاء ميدان وشارع رمسيس من الباعة الجائلين خلال أسبوع أو عشرة أيام علي أقصي تقدير بعد توفير أماكن بديلة لهم.
المحافظ أكد في تصريحاته التي نشرت يوم الثلاثاء الماضي أن هذه الاجراءات الخاصة بالاخلاء تأتي وتتم في اطار مساعي المحافظة لإعادة وسط البلد لرونقه الحقيقي.
الكلام يثلج الصدور ويشعر المواطن الذي ضاعت كل حقوقه في الهدوء والطمأنينة والشعور بالجمال والتنسيق الحضاري في ميدان وشارع رمسيس بأن هناك رجلاً مسئولاً عن المحافظة وضع هذا الأمر في قائمة اهتماماته لأن الفوضي في المكان فاقت كل تصور وخيال وأصبحت الضوضاء والتشوه الجمالي والحضاري والمرور غير الآمن السمة الرئيسية التي نشاهدها ونحياها ليل نهار.
أصبح الشارع والميدان ينافسان بحق أي منطقة عشوائية فلا تخطيط ولا نظافة ولا احترام لأي قواعد أو ضوابط.. احتل الباعة معظم الأماكن الخاصة بمرور السيارات بل وعبور المشاة.. واصطفوا أمام المحال التجارية في مناظر مؤذية للعين.. ورغم ذلك لا يستطيع أحد أن يعترض حتي لا يتعرض للايذاء.
أصبح الشارع والميدان ملكاً خاصاً لهم يحكمونه ويتحكمون فيه هذا يبيع أحذية وآخر نظارات أو اكسسوارات للمحمول أو أدوات كهربائية أو لعب أطفال أو ملابس أو شباشب بالإضافة إلي مطاعم الفول والكبدة وسط بؤرة من التلوث.. الخ.. والبعض جعل من السور الحديدي الذي يحيط بالحديقة التي تتوسط الميدان أمام عمارة رمسيس حبل غسيل يعلق به مجموعة من الــ "تي شيرتات".
الكل يسابق الكل في النداء علي بضاعته بأساليب همجية مزعجة تصوراً أن هذا يجذب الزبون.. ويتزامن مع هذا النداء استخدام الطبل والمزمار مما يسبب ضوضاء لا حد لها للجميع!!
الميدان الذي يعد من أكثر ميادين العاصمة ازدحاماً بالبشر حيث توجد به محطة مصر للقطارات ومحطة مترو الانفاق الرئيسية التي تربط بين خطي المترو "المرج حلوان" و"شبرا والجيزة" ومسجد الفتح وشارع الفجالة أشهر شوارع القاهرة.. وبالقرب منه وتحديداً خلف محطة القطارات يوجد موقف أحمد حلمي أهم مواقف المواصلات بالعاصمة بالإضافة إلي محطة أتوبيسات القللي للمحافظات.. إضافة إلي وسيلة نقل الميكروباص لجميع أحياء القاهرة الكبري وبالتالي يقصده جميع المواطنين!!
نقول هذا الميدان أصبح بحق "سمك لبن تمر هندي" كما يقول المثل.. وكل شيء يجري فيه بعيد كل البعد عن الرقابة والانضباط وعن مظاهر التخطيط والجمال الذي يجب أن نحافظ عليه بعد أن فرض الباعة سطوتهم ولا نبالغ إذا قلنا انهم سيطروا تماماً علي مداخل ومخارج محطة القطارات وعلي مداخل ومخارج محطة مترو الانفاق الرئيسية والحرم الخاص بمسجد الفتح.. الخ وهذه الأماكن لا يمكن الوصول إليها أو السير علي الرصيف المخصص لها إلا بشق الأنفس.. فهل هذا معقول أو مقبول؟!
بصراحة ملايين المصريين من الذين يترددون علي ميدان رمسيس يومياً لقضاء المصالح يترقبون تنفيذ الوعد الذي قطعه د. جلال السعيد علي نفسه ويعدون الأيام المتبقية خاصة أنه أستاذ تخطيط قبل أن يكون محافظاً.. ولا يليق أن يترك هذا الميدان والشارع علي الحال الذي وصل إليه من القبح والتشوه .
دعاء من القلب بالتوفيق والنجاح.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف