السيد العزاوى
الكلم الطيب .. فريضة الحج والتيسير في أداء المناسك
ودارت الأيام وأقبل موسم أداء فريضة الحج الركن الخامس من أركان الإسلام. والاستعداد علي قدم وساق سواء في البلاد الإسلامية أو في البلد الحرام. السعي وبذل الجهد لإنهاء الإجراءات وتوفير كل وسائل الراحة لضيوف الرحمن لا يغيب عن خاطر الجهات المسئولة عن سفر ورعاية هؤلاء القادمين إلي أم القري والمدينة المنورة. مظاهر الفرحة تبدو علي وجوه القادمين لأداء الحج. وتخفق قلوبهم ابتهاجاً بتوفيق الله حيث استجاب لندائهم وجاءتهم الفرصة بعد أن استقر في وجدانهم قول الله تعالي "وأتموا الحج والعمرة" يتطلعون إلي عفو الله وقبول أعمالهم ويسألونه أن يجعل كل جهودهم خالصة لوجهه الكريم.
لكن علي كل ضيوف الرحمن القادمين لأداء الفريضة واجبات لابد من الالتزام في مقدمتها أن تكون العزيمة والاخلاص والنوايا الصادقة من أهم الضوابط في هذه الرحلة المباركة وأن تكون التقوي والمال الحلال هي الدافع الأساسي. وليدرك الحجاج أن الله سبحانه وتعالي طيب ولا يتقبل إلا الطيب من الأعمال. نور اليقين يتجلي في نفوس الصالحين من عباد الله. فتيسر لهم كل الوسائل لإكمال تلك الرحلة. التجرد من كل النوازع والإنشغال بالمظاهر الدنيوية والإقبال علي الأداء بهمة ونشاط وإيمان صادق يتطابق مع الأقوال والأعمال. وليدرك كل حاج أن الحج عبادة بدنية وروحية يتجلي فيها سلوك الحاج في مسيرته بتلك الرحلة المقدسة "الحج أشهر معلومات فمن فرض فيهن الحج فلا رفث ولا فسوق ولا جدال في الحج وما تفعلوا من خير يعلمه الله وتزودوا فإن خير الزاد التقوي واتقون يا أولي الألباب" 197 البقرة.
المعاني واضحة والخطوات لابد أن تكون محسومة في ظلال تعليمات رب العالمين وأن التزود بالأعمال الطيبة واتخاذ وسائل الوقاية من الشرور والآثام وأن تكون تقوي الله ماثلة في وجدان كل حاج وهو يتعامل مع الآخرين مدركاً أن رقابة الله لأعمال سوف تكون الأساس في ثواب أداء هذه المناسك. وسلوكيات الحج لابد أن تكون نموذجاً وأن تتسم في كل المظاهر بالتقوي التي استقر في القلب. كما أن التوبة النصوح من كل الآثام من الضروريات التي يلتزم بها الحاج ولعله يدرك أن التجرد من هذه الآثام هو الطريق الصحيح قبل الإقدام علي أداء الشعائر.
في نفس الوقت لابد أن يحيط الحاج بقواعد وواجبات أداء المناسك وكيفية أدائها في كل المراحل ابتداء من الاحرام وحتي آخر المناسك. ويقع علي عاتق أهل العلم من رجال الأزهر وعلماء الدين عقد اللقاءات مع ضيوف الرحمن وتوعيتهم وتوضيح كيفية الأداء مع التيسير وتبسيط المعلومات بحيث يستطيع الحاج أو الحاجة من التزود بجميع المعلومات قبل أن يستقل الطائرة أو أي وسيلة للانتقال. لباس الاحرام وكيفيته. وميقات هذا الاحرام المكاني والميقاتي. وقد اعجبني تجربة الدول الإسلامية بشرق آسيا حين عقد لقاءات واجتماعات لحجاج بلادهم وتزويدهم بجميع الأمور من طواف وسعي وتلبية وسلوكيات يجب أن يتحلي بها ضيوف الرحمن. وعلي كل حاج أن يبادر بسؤال أهل العلم قبل أن ينطلق لأداء هذه الرحلة المقدسة وذلك إذا لم تكن هناك حلقات للتوعية بأداء المناسك إذ المعلومات ضرورية خاصة أننا شاهدنا كثيراً من الأخطاء يقع فيها عدد من الحجاج نتيجة عدم معرفة أداء المناسك. ومن الأهمية بمكان أن يكون التيسير في توعية الحجاج هو الأسلوب الأمثل لدي العلماء حتي يتمكن ضيوف الرحمن من الإلمام بكل صغيرة وكبيرة واستيعابها. وتوضيح جميع طرق أداء الحج.. مثل التمتع والقران والإفراد وغير ذلك بالإضافة إلي التيسير في أداء هذه المناسك وليكن ما تلا في الأذهان قول رسول الله صلي الله عليه وسلم "أفعل ولا حرج" حين أقبل الناس عليه أثناء أداء الحج يسألونه عن بعض الأمور فكان رده أفعل ولا حرج. ومن سلك طريق التيسير يسر الله له هذا الأداء والله يهدي من يشاء إلي صراط مستقيم.