أحمد عمر
أصل الكلام .. المواطن البللوشي
هو الشريك المخالف.. جارك رافض المساهمة في نظافة السلم.. نصف مواطن صنعته أنظمة القمع والاستبداد.. حريته مقابل رفاهيته - المزعومة - حقوقه السياسية ثمن لوظيفة ميري ومرتب يستكمل به سداد الفواتير المدعومة.. أقنعوه أن طاعة ولي الأمر ولو ظالماً تصلح الدين.. قالوا له خذ ما يكفيك - حد الكفاف - واترك الشأن العام لحكامك الحكماء ودع الخلق للخالق.. انه المواطن البللوشي الذي اعتاد أن يعيش "سفلقة" علي قفا الحكومة علي حد وصف مبارك في واحدة من أمجاده وتعبيراته الفريدة في سني حكمه التليد.. متطلبات تحقيق هذه المعادلة ثقيلة لم تحتملها دولة عظمي كانت تسمي اتحاد الجمهوريات السوفيتية الاشتراكية.. فسقط النظام.. كان صرحا من خيال فهوي.. لكن بقيت ثقافة البللوشي حية في أذهان كثيرين.. البعض يختار طواعية أن يعيش نزيلا في بنسيون لا أن يكون صاحب بيت.. فالملكية مسئولية.. وتلك في حكم المكروه.. إلي حد استهجان تصريحات وزيرة طالبت المواطنين بالعمل من أجل استحقاق مصريتهم.. الحقيقة أن ما تطالب به الوزيرة هو ما يصنع الفرق بين نزيل البنسيون والمواطن الحقيقي صاحب البيت وشريك الوطن.. لكن بعض التصريحات الصادرة عن مسئولين واستفزت الرأي العام في الأيام الأخيرة تبدو منطقية تماما لولا اعتبارات أخري لا تتعلق بتلك التصريحات.. كمطالبة وزير الأوقاف للأهالي بتسديد فواتير استهلاك المياه والكهرباء في بيوت الله.. وكأنه ارتكب فعلا إدا.. ولم يكن هذا ما كان يصنعه الآباء والأجداد الذين شيدوا المساجد بسعادة واعتزاز وتولوها بالرعاية والانفاق من حر مالهم قبل أن تحتكرها الحكومة لأغراض سياسية معروفة.. إذا لماذا تستفز تلك التصريحات الشارع؟ دعك من حضور العناصر المستعدة دائما لتوظيف أي شيء بالحق والباطل في محاولات لا تنقطع لتأليب الرأي العام وتصدير مشاعر الإحباط التي تعاني منها منذ ضياع أحلامها في السيطرة مع ثورة تصحيح الثورة في 30 يونيو.. فما كانت تلك العناصر تحضر لو حضر العدل وغاب الفساد.. نعم نستطيع أن نكون مواطنين بحق نتحمل الأزمات بصدر رحب.. ونربط الأحزمة علي البطون.. نجوع لتعيش مصر قد الدنيا.. حينما يصل إلينا الشعور بأن مبادئ الدستور قد تحققت وأن الناس سواسية في الحقوق والواجبات بلا طبقية جديدة ولا فئات سوبر.. قادرون علي التضحية بما تبقي لدينا من فتات طالما آمنا بأن ما نقدمه يبني طوبة في صرح الوطن ولا يتسرب لجيوب الانتهازيين والفاسدين واللصوص.. فلكي تحيا مصر علينا أن نحيي العدل وأن نقضي علي الفساد.