في ظل الأزمة الاقتصادية الطاحنة والإجراءات القاسية التي ستتخذها الحكومة وتطحن بها المواطنين طحنا لابد من شائعات تحرض المواطن المغلوب علي أمره ضد الدولة.. مؤامرة كونية كبري يتم تدبيرها ضد البلد.. أحدث الشائعات ما تردد عن صفقة طائرات فرنسية تخصص لتنقلات كبار رجال الدولة وقيمتها ثلاثة مليارات جنيه مصري.
لا تكف وسائل الإعلام الغربية المغرضة عن محاولات بث الفرقة وإحداث الوقيعة بين الشعب وحكومته الرشيدة الراشدة المرشدة. وها هي جريدة فرنسية إخوانية شيوعية ليبرالية تشارك في المؤامرة ضد بلادنا المحروسة من العين والحاجب. وتنشر مثل هذا الخبر الكاذب جملة وتفصيلا. ورغم انه كاذب. حتي لو لم اتحقق من ذلك. فما أن طيرَّته الصحيفة حتي أنبرت الأقلام المغرضة هنا لتأكل في لحم الحكومة الني وتظهرها بأنها تضحك علي شعبها وتطالبه بالتقشف بينما هي - والعياذ بالله يعني - تمارس أقصي درجات الفجور والسفه.
بالعقل والمنطق والفلسفة وعلم النفس.. هل يمكن لحكومة عاقلة ورشيدة وراشدة ومرشدة أن تتخذ مثل هذه الخطوة الجنونية في مثل هذا الظرف الأكثر من جنوني. هل يمكن لها أن تردد صباح مساء اسطوانة الأزمة الاقتصادية والإجراءات الصعبة والقاسية التي يجب علي المواطن أن يتحملها. ثم تشتري هي طائرات لتنقلات كبار المسئولين بثلاثة مليارات جنيه؟ هل هناك عاقل في الدنيا يفعلها؟
لا أظن أن الحكومة تسعي إلي الانتحار. الحكومة محبة للحياة ومقبلة عليها. انظر في الدموية التي تتدفق في وجوه المسئولين وانت تعرف. انظر إلي ابتسامة هلالي الشربيني وانت تتأكد من مدي إقبال الحكومة علي الحياة. لا يمكن أن تفعلها حكومة رشيدة وراشدة ومرشدة وإلا ما فكر خبير استراتيجي مثل خالد حنفي الذي يقيم في أفخم الفنادق علي نيل القاهرة أن ينضم إليها.
صدقني أنا لا أدافع عن الحكومة. فكلهم مثلي ومثلك علي باب الله ويشعرون بمعاناة الناس. ثم أنهم جميعا مثقفون ومفكرون ويدركون ضرورة مراعاة شعور ومشاعر وأحاسيس الشعب الغلبان المغلوب علي أمره. ولا يمكن أن يفعلوا ذلك. وحتي اطمئنك علي رقة مشاعرهم وأحاسيسهم. ومدي قدرتهم علي تحمل المسئولية والبدء بأنفسهم. أقول لك انني علمت من مصادر وثيقة وواثقة وموثوقة ان الحكومة ستبدأ بنفسها فعلا وسوف تستغني عن اساطيل السيارات الفاخرة تبعها وستخصص لكل وزير سيارة واحدة من ماركة شعبية يستعملها العامة والدهماء. بل وربما الزمت الوزراء الذين تقع وزاراتهم بالقرب من المترو باستعماله وسوف تبدأ بالوزير الشربيني الذي تقع وزارته عند محطة سعد زغلول.
لماذا الشربيني تحديدا؟ لأنه أقرب الوزراء وأحبهم إلي الشعب. وسوف يقابله الشعب في المترو بالأحضان وباقات الزهور امتنانا منهم علي ما يفعله بأبنائهم الطلاب.. الشربيني سيكون آمنا مطمئنا وستكون التجربة الأولي لتلاحم قوي الشعب مع الحكومة وبعد نجاح التجربة سيركب بعده مباشرة خالد حنفي وزير التموين. ثم وزير الصحة الذي لا أعرف اسمه وأظن انه حاتم الجبلي تقريبا!!!
ارحمونا من الشائعات المغرضة التي تبثها جرائد الإخوان العميلة.. هي إخوان فعلا وتدعي أنها فرنسية.. بل وتستعمل اللغة التركية وتحاول ايهامنا بأنها فرنساوي!!!