الوفد
مصطفى شفيق
من قلبى .. مرور المعادى ... ونيابته
لم أصدق نفسى ... تسلمت رخصة السيارة من مرور المعادى خلال دقائق ...كانت حساباتى البقاء طوال اليوم فى المرور، ليس لفراغ ولكن بحكم العادة ... قررت أن أراقب ماذا يحدث. التعامل بالأرقام ... يعنى بأولوية الحضور ... لا تحتاج واسطة ولا معرفة ... المعتاد أن يتقاتل مندوبو شركات التأمين على الزبون ... هنا لا قتال ولا شجار ... كل مندوب داخل مقره ... أنت الذى تحدد الشركة التى تتعامل معها ... حتى لو سألت أحدهم عن شركة أخرى يدلك ولا يحاول سرقة الفرصة ... فى الداخل لا زحام على الشبابيك ... على كل شباك مواطن واحد ... رئيس الوحدة الرائد هيثم حمودة ضابط شاب ... نشيط ... موجود فى كل مكان ... ما إن يدور نقاش بينك وبين أحد موظفيه حتى تجده حاضرًا ... يستمع إلى النقاش ويراقب ... لا يتدخل إلا إذا وصل النقاش إلى طريق مسدود ... صارم دون عنجهية ... مريح دون تفريط أو مخالفة للقانون ... الموظفون مختلفون ... جميعهم هادئون ... يبتسمون بمجرد وقوفك أمامهم ... لأول مرة سمعت جملة «من فضلك يا أستاذ» من موظف عمومى فى مرور المعادى ... حتى عساكر الأرشيف يبتسمون فى وجهك ... المرة الأخيرة التى تعاملت فيها مع المرور كانت منذ 3 سنوات ... انتظرت ساعتين لمجرد إحضار ملف السيارة من الأرشيف ... هنا الملف كان أمام الموظفة فى ثوانٍ ... فى الخزينة الحساب بالمليم ... الفكة متوافرة وتكفى الجميع ... لم أشأ أن أغادر قبل أن أشكر هذا الضابط ... وأرجوه أن يبلغ الشكر لكل العاملين معه ... فما يحدث فى مرور المعادى يؤكد أننا نستطيع أن نسهل على الناس حياتهم .
فى طريق العودة فكرت كثيرًا في العذاب الذى لقيته لاستخراج شهادة المخالفات من النيابة ... ونيابة المرور جزء من القضاء ... رحلة الذهاب من المعادى إلى الدراسة عذاب ... إيجاد مكان للسيارة عذاب ... أقرب المواقف العشوائية على بعد 500 متر ... وكعادة الشوارع فى النظام الجديد للمحليات يسيطر عليها البلطجية ... الدفع مقدمًا ... النيابة فى الدور الأخير ... هذا السلم النظيف مخصص للبشوات !!! ... وهذه الطرقة مغلقة لنفس السبب ... على الشباك كلهم أسياد ... انزل تحت ... اطلع فوق ... أى حاجة بـ«عشرة جنيه» ... تعرف مخالفاتك بـ«عشرة جنيه» ... حتى لو ماعندكش مخالفات تدفع عشرة جنيه ... المهم تدفع ... منذ سنوات هاتفنى المستشار عبد المجيد محمود – وكان وقتها يشغل منصب النائب العام – ودار الحديث حول نيابة مرور المعادى ... ورغم استغرابى من منطق القاضى الجليل فى أن السادة وكلاء النائب العام لا يليق بهم أن يجلسوا فى أكشاك من الصاج ... إلا أننى قدرت فيه احترامه لزملاء المهنة ولو كانوا مرؤوسيه ... أما اليوم فوحدة مرور المعادى فى مبان جديدة ... أنيقة ... وحتى تكتمل السيمفونية ... مطلوب من النائب العام أن يصدر أوامره بعودة النيابة إلى وحدة مرور المعادى فليس من العدل أن نمنح الراحة لواحد فقط على حساب أصحاب السيارات فى المعادى ... خاصة إذا كان هو ضمن منظومة العدل.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف