عباس الطرابيلى
هموم مصرية .. هي ناقصة.. جراد؟!
المصريون قالوا قديماً.. لا يأتي من الغرب ما يسر القلب!! كناية عن أننا ابتلينا وكثيرا بالأذى والضرر كان يأتي غالبا من الغرب.. وبالذات قوات الغزو من يونانية «إغريقية» إلي رومانية.. ثم فرنسية.. ثم انجليزية.. الآن يأتينا الضرر والغزو ـ وليس بالعسكر وحدهم ـ من كل الجهات: من الغرب. ومن الشمال. ومن الشرق. وأيضاً من الجنوب!!
هناك الآن أخطار من الشرق: بجانب إسرائيل، نجد الخطر الإيراني الفارسي. وهناك أيضاً من الجنوب.. يمني الشكل، ايراني المحتوي. وكذلك من الغرب من دواعش ليبيا.. ومن الجنوب عبر كل ماهو جنوبي..
<< وخطر هذه الأيام ليس مجرد سد النهضة الاثيوبي ـ وغيره ـ بل أيضاً من خلال أسراب الجراد. وهي تزيد وتعقب أى فيضانات تنمو عندما تجف المياه الحشائش ونباتات السافانا التي تعيش عليها أسراب الجراد الصحراوي.. ونفس الشيء مع غرب مصر، من ليبيا. اذ إن الأمطار الشديدة التي سقطت علي أجزاء من السنغال ومالي وجنوب موريتانيا خلال شهر يوليو الماضي سوف تنمو عليها أسراب الجراد الصحراوى ـ وهي بالملايين ـ حتي انها تغطي ضوء الشمس.. اذ تندفع هذه الأسراب قادمة من الغرب الينا في الشرق وشمال افريقيا لتكمل دورتها وتلتهم ما نزرعه سواء من الأرض القديمة.. أو من الأرض الجديدة في صحرائنا الغربية.. تماماً كما تندفع أسراب هائلة من الجنوب، قادمة من شمال وشرق السودان التي تعاني من فيضانات عارمة، بالذات من نهر القاش الذي يغرق في الصحراء عند مدينة كسلا في شمال شرق السودان.. لتغزو بلادنا.. تماماً كما تنطلق أسراب أخري من اليمن عابرة جنوب البحر الأحمر.. قادمة لغزو بلادنا؟!
<< وإذا كانت هذه الفيضانات نعمة لمناطق تعاني من الجفاف في كل ما حولنا.. وانقاذا لنا من عصر من الجفاف انخفضت فيه مناسيب المياه في النيل وفروعه.. وعادت المياه ترتفع في بحيرة السد العالي.. الا أن هذه الفيضانات لها أيضا جوانبها السيئة، وبالذات من ناحية الجراد. والجراد إذا تحرك.. يأكل كل شيء، حتي لحاء الأشجار وليس فقط أوراقها، مثمرة، أوغير مثمرة.. من هنا تأتي أهمية الاستعداد لغزو هذا الجراد.. ولا نتوقف عند محاربتها بمجرد دخولها حدودنا.. بل يجب التنسيق مع كل دول الجوار.. لنتعاون معاً لمحاربة هذه الأسراب، وهي هناك في مواطنها الأصلية: من غرب أفريقيا.. ووسطها.. ومن جنوب غرب آسيا من اليمن مثلاً. وان نستعد من الآن، لكي ندمرها حتي لا تكمل دورتها الحياتية، أي تدمير يرقاتها لأنها بمجرد تحول اليرقات إلي جراد تتوحش. طلباً للطعام..
<< تماماً كما نستعد بتطهير مجاري السيول مما قد يعوق انطلاق المياه عقب كل أمطار وفيضانات.. أي علينا أن نستعد من الآن.. نقول ذلك لأن معدل الأمطار الرعدية علي اثيوبيا وصل الي حوالي 4000 مليمتر، بينما كانت في العام الماضي 2100 ملم فقط. وأن الأمطار علي منطقة بحيرة تانا زادت بحوالي 1500٪ عن معدلها الطبيعي، وتانا ينبع منها النيل الأزرق، أكبر حامل للمياه لنا، من النيل.. ونفس المنطقة تقريباً وقريباً منها ينبع نهر القاش الذي يهدد الآن شمال شرق السودان أي قرب حدودنا الجنوبية..
<< استعدوا لمقاومة الجراد الصحراوي.. قبل أن يشاركنا فيما نزرع.. أي قبل أن يأكل معنا كل ما نزرع.. لأن الجراد، إذا أتي، لن تستطيع أي قوة إيقافه.. الا بعد أن يأكل كل يصل إليه..
أو نضطر الي أكل الجراد ـ مشوياً ومسلوقاً ومقلياً ـ كما يفعل الاخوة في الكويت وهم يشوون جراد البحر.. كما يعشق المصري جراد البحر الذي هو.. الجمبري!!