محمد الأصمعى
حروف عاصفة .. الجماهير والكرة
البرازيل التي تعد الدولة الأولي علي العالم في كرة القدم خسرت من قبل في أكثر من بطولة، بل وهزمت بأهداف غزيرة وآخر مرة كانت علي أرضها وأمام جمهورها في كأس العالم، ولم نجد الجماهير نزلت الملعب للاعتداء علي اللاعبين.. ما حدث مؤخراً في النادي الأهلي لا يمكن تفسيره علي أنه مجرد مشاعر لجماهير غاضبة جاءت لتعبر عن مشاعرها إزاء خروج الأهلي من بطولتين.. الأمر أكبر من ذلك، فهؤلاء البلطجية المدفوعون حاولوا أن يجعلوها كارثة أخري علي غرار أحداث بورسعيد، أن يحولوا الملعب إلي بركة دم أخري ليرقصوا علي الجثث !. الواقعة الأخيرة التي حدثت بفعل فاعل أراد مرتكبوها أن تصير الرياضة ساحة قتال وأن يفرضوا قراراتهم بقوة الشغب والشماريخ.. لم تكن أبداً إداراة الأندية تتم من خلال المدرجات حتي وإن كانت الأجهزة الفنية فاشلة، ومن يمتلك رؤية من الجماهير لإدارة الكرة فليقدم خبراته في طلب رسمي إلي النادي لتولي المسئولية، ويجب علي مجلس الإدارة التعامل مع قيادات " الأولتراس " علي أنهم جماعة إرهابية - تماماً مثلما وصفهم القضاء الذي هو عنوان الحقيقة – وعدم التعامل معهم بأي شكل من الأشكال، وعلي الحكومة أن تتخذ كل إجراءاتها لتأمين اللاعبين والضرب بيد من حديد علي كل من تسول له نفسه العبث بأمن المواطنين..ويبقي المحور الأهم في مشكلة الجماهير وهو الإعلام الرياضي الذي يجب أن يتحمل مسئوليته في غرس الاستقرار وتقبل الآخر، فكرة القدم في النهاية لعبة يستمتع بها جمهور الكرة وليست أداة للقتل وبث العنف والكراهية بين المجتمع، وأحداث الجزائر ليست ببعيدة عن أذهاننا.