أحمد السرساوى
نوبة صحيان .. « اصطياد» مشيرة خطاب !
تقول الحدوتة الصينية القديمة.. إذا أردت الإيقاع بغريم لك.. فاسحبه إلي السطح ثم ارفع السُلم !!
والمقصود طبعا وضع الخصم أو الغريم في موقف صعب وحرِج.. وهذا تماما ما حذرني منه صديق صحفي أجنبي عندما كنا ندردش عبر التليفون إلي أن ساقنا الحديث عن ترشيح السفيرة مشيرة خطاب لتصبح المدير العام رقم 11 لليونسكو خلفا للبلغارية إيرينا بوكوفا.. ثم أبلغني بمعلومة أراها خطيرة ومهمة للغاية، وأنا علي يقين أنها لا تغيب عن ذهن ولا كياسة ولا فصاحة ولا ذكاء ولا دبلوماسية مُرشحتنا للمنصب الدولي الكبير.
حذرني الصديق من لعبة اسمها "توريط الخصوم" بأن يدفع أحد المتنافسين علي المنصب "شخص ما" في طريق السفيرة طالبا إجراء حوار صحفي أو تليفزيوني معها، وغالبا ما سيكون لجريدة كبيرة أو فضائية شهيرة بما يضمن حماستها للقاء، بهدف التعرف علي برنامجها و رؤيتها لتطوير اليونسكو.. وفي وسط الحوار يلقي بعقب السيجارة علي جالون البنزين، أي بسؤال ظاهره الرحمة وباطنه العذاب، ليحصل علي تصريح "ساخن" من السفيرة يُقيم به الدنيا ولا يُقعدها و"يصطاد" به المُرشحة المصرية ويوقعها في فخ أمام الدنيا والمتنافسين!!
هذا الكلام ذكرني بالمعركة الجادة والشرسة و"المحترمة من جانبنا" التي خاضها وزير الثقافة الأسبق د. فاروق حسني علي نفس المنصب عام 2009.. وكان هو الأجدر والأكفأ للفوز به لولا "زلة لسان" أحرقته وقتها ولم يعرف كيف يداويها بسبب مؤامرات وضغوط وغضب العم سام و"حبايب" العم سام !!
ما عدا ذلك.. يٌعزز فوز مُرشحتنا أمور كثيرة.. أولها المساندة القوية من الدولة المصرية وحالة "الاستنفار" الواضحة لدعمها حتي علي المستوي غير الرسمي، ثانيا وهو الأهم الحشد الدولي المؤيد لمصر من الدول الأعضاء باليونسكو "57 دولة" خاصة في أفريقيا وآسيا وأمريكا اللاتينية وهي التي نُعوِّل علي أصواتها كثيرا بجانب بعض الدول الكبري الصديقة وعلي رأسها فرنسا، وثالثا السيرة الذاتية المرموقة للسفيرة مشيرة خطاب، ورابعا أن العشرة مديرين السابقين للمنظمة، ينتمي خمسة منهم لأوروبا وثلاثة للأمريكتين، بينما كان هناك واحد فقط لكل من آسيا وأفريقيا، لكن قارتنا هي الأحق في تولي المقعد القادم لأن الياباني كويشيرو ماتسورا هو السابق مباشرة للمديرة الحالية.. في حين تولي الأفريقي الوحيد ـ حتي الآن ـ وهو السنغالي أحمد مختار أمبو المهمة في الفترة من 1974 إلي 1987، وهو ما يعطي للسفيرة خطاب أولوية وفقا للعُرف الدولي.. حتي ولو حاول البعض إيقاعها في "مصيدة" ننتبه لها جيدا!