الأهرام
محمد أمين المصرى
كلمات .. الصومالية مريم نور..والحلم الأوليمبى
عندما ودع الرئيس الصومالى حسن شيخ محمود، العداءين محمد داود ومريم نور اللذين شاركا فى دورة الألعاب الأولمبية «ريو دى جانيرو»، لم يكن واثقا أنهما سيفوزان بأى ميدالية، ولكنه اكتفى بطلب أن يمثلا الصومال تمثيلا مشرفا فى هذه الأوليمبياد، وأصر على مداعبتهما وأنه لن يقبل بأقل من الميدالية الذهبية فى المنافسات التى سيشاركان فيها، رغم أن حصيلة بلاده من المشاركات الأوليمبية السابقة، ميدالية ذهبية فى (سيول 88) وفضية فى (برشلونة 92) وبروزنزيتان فى (ميونخ 72). الصحافة البريطانية اعتبرت مشاركة العداءة مريم فى الأوليمبياد، أمرا عظيما واستثناء فريدا، رغم كانت الأخيرة فى سباق 400 متر بين 57 متسابقة، وبتوقيت زمنى قدره 1:10:14 ثانية. لكن على الرغم من ذلك استحقت الثناء واعتبرها البعض زس. استاد مقديشو والذى كان يوما ما مسرحا لإعدامات تنفذها حركة الشباب الصومالية الإرهابية التى لا تمنع السيدات فقط من ممارسة الرياضة بل والرجال أيضا. حاولت مريم نور تحقيق أمل مواطنتها الراحلة العداءة سامية عمر التى شاركت فى أوليمبياد بكين 2008، واستعدت للمشاركة فى أوليمبياد لندن 2012 ولكنها ماتت غرقا فى البحر الأبيض المتوسط فى رحلة هجرة فاشلة هربا من الحرب الأهلية فى بلادها، وتسبب خبر وفاتها، كونها لاجئة، بصدمة لدى رياضيى العالم. ولم يغب عن عقل مريم وهى تشارك فى ريودى جانيرو أن تحقق حلم مواطنتها سامية عمر التى أصبحت رياضية أوليمبية لاجئة صدمت العالم بغرقها فى البحر، وكانت تأمل فى ظروف تدريبية أفضل لتستعد لأوليمبياد لندن. قصة حياة العداءة سامية عمر نقلت تفاصيلها صديقتها الصحفية تريزا كرج وأنتجتها دار نشر ألمانية فى كتاب بعنوان الحلم الأوليمبي، وزاد من أهمية هذه القصة استمرار أزمة اللاجئين فى العالم، فى وقت شهدت فيه أوليمبياد ريودى جانيرو مشاركة فريق مكون من 10 لاعبين يمثل لاجئى العالم، وقد حملوا علم المفوضية السامية للأمم المتحدة لشئون اللاجئين. مريم لم تكن أقل شجاعة عن سامية عمر، فكلتاهما تحدتا الإرهاب وقلة الموارد والإمكانيات وذهبتا الى حيث كانتا تتوقعان الحصول على أى ميدالية وليس فقط التمثيل المشرف، ولذلك استحقت الثناء، لأنها طموحة ومثابرة وقالت لا لإرهابيى القاعدة .
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف