المساء
سامى عبد الفتاح
إخفاقاتنا في ريو .. والوزير .. وهداية
من المؤكد أنه كان في الإمكان أبدع مما كان في حصادنا من الميداليات في دورة ريو دي جانيرو الأوليمبية لأن الحسابات قبل السفر وحسب تصريحات المسئولين في اللجنة الأوليمبية كانت أكبر بكثير مما حققته بعثتنا علي أرض الواقع بالبرونزيات الثلاث للأبطال سارة سمير ومحمد إيهاب في رفع الأثقال. وهداية ملاك في التايكوندو.. ولأن الهيصة والظيطة كانت مرتفعة جدا قبل السفر عن البعثة الأكبر في تاريخ مشاركاتنا الأوليمبية. وأن المتوقع ما بين 8 إلي 12 ميدالية متنوعة فإن التحليل من لجنتنا الأوليمبية يجب أن يفسر هذا التفاوت. وتلك الحسابات الخاطئة من مختف اللعبات التي شاركنا فيها. مع هذا الحصاد المتواضع جدا. والذي يأتي في الذيل. عربيًا وافريقيًا. قياسًا لاسم مصر الكبير. وحجم بعثتها التاريخي.. وكأن التاريخ سيكتفي بذكر حجم البعثة الأكبر. ويتجاهل الإنجازات الحقيقية.. وقد أحسن المهندس هشام حطب رئيس اللجنة الأوليمبية بالنفي السريع للأنباء التي طارت من ريو وتحدثت عن استقالته من رئاسة اللجنة لأنه لابد من الحساب أولا. وتقديم إيضاحات قطعية لتفسير التفاوت الكبير. وحتي نتعلم ألا نتجاوز في أحلامنا. ونتوقع ما ليس في قدراتنا. وأيضا حتي يكون كل جنيه يتم صرفه علي مثل هذه البعثات في مكانه الصحيح ولا يمثل إهدارًا للمال العام.
ومن السذاجة أن توجه سهام الاتهام إلي وزير الشباب والرياضة خالد عبدالعزيز. ويطالب البعض بمحاسبته علي النتائج غير المرضية في ريو.. وهؤلاء يختارون الشخص الخطأ في طلب المحاسبة لأن وزارة الشباب والرياضة تمثل الحكومة في دعم اللجنة الأوليمبية والاتحادات الرياضية. ولا أكثر من ذلك الآن الإعداد والتخطيط والمعسكرات وخلافه مسئولية مباشرة اللجنة والاتحادات. ولا شأن بالوزير أو الوزارة. إلا بتوفير التمويل والمتابعة التقليدية.. فكيف يحاسب الوزير علي إخفاقات من يحسبون أنفسهم أصحاب الفرح من البداية للنهاية.. ومثل هؤلاء كمثل من يحاسب الكمساوي علي قيادة السائق وتهوره ومصائبه.. ومع ذلك لا نسبق بتوجيه الاتهامات لأحد قبل أن يطرح علينا المسئولون في اللجنة الأوليمبية والاتحادات في مصارحة ومكاشفة أسباب الإخفاقات الجديدة في ريو لعلنا نتعلم ونسجل ونستفيد.. ثم يأتي دور الإعلام ولجنة الشباب والرياضة بمجلس النواب لتقديم الحقيقة الكاملة للشعب.
إلا أنه يبقي علي وزير الشباب والرياضة أن يحرك المياه الراكدة بشأن قانون الرياضة الذي يوشك أن يقتل الرياضة المصرية لأن الإخفاقات زادت عن الحد والاحتمال بسبب غياب هذا القانون.. وبسبب غيابه يستمر الفاشلون والمنتفعون لفترات أخري غير قانونية.. وكيف نقبل بهذا الحال في مصر التي هي أكبر دولة عربية. ومن كبريات القارة الافريقية ومنطقة الشرق الأوسط بأن يكون كل الكيانات الرياضية فيها غير شرعية لأنها ما بين التعيين والتمديد لانقطاع الانتخابات رغم اقتراب الدورة الانتخابية الجديدة والمفترض أن تكون الشهر المقبل.. علي الوزير ولجنة الشباب والرياضة العمل بجدية وقوة لتحريك القانون في مجلس النواب. وإصداره في أقرب وقت ممكن حتي لا نبقي علي هذا الوضع الشاذ جدا في بلدنا الكبيرة.. وكفاية فضيحتنا برحيل مارتن يول عن الأهلي لأنه خائف علي حياته وأسرته بسبب غياب الانضباط والسبهللة التي نعيش فيها.
* * *
قبل الحكام.. لابد أن أشيد بهذه البطلة الرائعة هداية ملاك التي حازت علي برونزية التايكوندو والتي تابعت كل مبارياتها في وزنها. ووجدت في عينيها من اللحظة الأولي الثقة الكبيرة في النفس أمام كل منافسيها. وأنها بتعليمات مدربها كانت تدير المواجهات كيفما شاءت. ولولا أنها خسرت الدور قبل النهائي أمام الاسبانية بنقطة واحدة لنافست بقوة علي الميدالية الذهبية التي تستحقها بالفعل. وكانت قاب قوسين أو أدني منها.. وما يهمني هنا أن أؤكد علي هداية بمشروع بطلة عالمية بحق. وتستحق كل الرعاية لأن في داخلها قدرات استثنائية لا نرصدها بسهولة في البنت المصرية التي تمارس الرياضة في الغالب بطموح محدود جدا. ولكن هداية صورة أخري من الرياضة المصرية الحديثة.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف