الجمهورية
مؤمن ماجد
"اللي يحتاجه البيت"
المساجد هي بيوت الله في الأرض. ولها كل الاحترام والقدسية. ولكن.. هل يعني ذلك إعفاءها من سداد فواتير الماء والكهرباء. رغم أن البلد يمر بمرحلة غاية في الصعوبة؟!.. وعلي رأي المثل الشعبي: "اللي يحتاجه البيت. يحرم علي الجامع".
القرار الوزاري بمطالبة المساجد بسداد فواتير الماء والكهرباء. أثار جدلاً شديداً لدرجة أن البعض وصفه بأنه هجمة علي الإسلام. وهي المبالغة المعتادة. التي تمنعنا من التفكير بعقلانية في القرار.
كم مرة ذهبت للوضوء في المسجد. ووجدت الحنفيات سليمة. ومغلقة؟!.. المعتاد أن تكون نصف الحنفيات تالفة. والمياه تتسرب منها. رغم أن هذا التبذير ضد تعاليم الإسلام. ولكن كله ببلاش.
ما معني فتح مراوح وتكييفات وأنوار المسجد من قبل صلاة الفجر. حتي بعد صلاة العشاء.. رغم عدم وجود أحد تقريباً بين الصلوات. رغم أن هذا الإسراف ضد تعاليم الإسلام؟!!.. ولكن كله ببلاش.
ما معني أن تكون كهرباء ومياه السلم والدور الأرضي بالعمارة. مأخوذة من المسجد؟!.. أليس ذلك سرقة ضد تعاليم الإسلام؟!!.. ولكن كله ببلاش.
كيف يتم إعفاء مساجد تقام فيها سرادقات عزاء. وقاعات لعقد القران. وكلها بإيجارات باهظة.. أليس ذلك الاستغلال ضد تعاليم الإسلام؟!!.. ولكن كله ببلاش.
إحصائيات وزارة الأوقاف تقول إن نسبة إشغال المساجد 4% فقط من طاقتها الاستيعابية في المدن. لأنه ببساطة أصبح في كل شارع أو حارة مسجد أو زاوية. وأغلبها للأسف شبه خالية من المصلين!!
روي لي صديق أن صاحب العمارة التي يسكنها استشاره في استغلال جزء من البدروم كمسجد؟!.. فقال صديقي إنه من الأفضل إنشاء مستوصف. فاندهش صاحب العمارة. وقال له: إن هناك مستوصفاً في المسجد القريب.. فقال له صديقي: المستوصف مزدحم طول الوقت. والمسجد لا يمتلئ إلا أيام الجمعة.. وأظن أن الأكثر فائدة استغلال المكان كمستوصف.
طبعاً لم يأخذ صاحب العمارة برأي صديقي. وتحول البدروم إلي مسجد. وأقام صاحب العمارة شركته فوق المسجد. وأصبح يعتمد في الإضاءة والمياه لشركته علي المسجد.. فهل بعد ذلك نعترض علي مطالبة المساجد بسداد فواتير المياه والكهرباء؟!!
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف