الجمهورية
عبد الرحمن فهمى
لماذا نبكي في الأفراح؟!!
اتحدي لو كان هناك مصري أو مصرية كانا أمام الشاشة.. وشاهدا اندفاع بطلتنا هدايا ملاك من منصة التتويج واتجهت إلي أمها لترتمي في حضنها ويبكيان بحرقة.. اتحدي لو أن مصرياً أو مصرية كانا أمام الشاشة ولم يبكيا معهما.. الفرحة فرحتنا جميعاً.. والحب يجمعنا كلنا.. نحب بعض.. ونحب بلدنا.. ونحب الخير.. ونحب النجاح والفوز والنصر والتفوق علي الجميع.
ولكن قولوا لي:
- لماذا نبكي في الفرح.. كما نبكي في الحزن.. نحن الشعب الوحيد الذي يبكي في ساعات الفرح.. لماذا؟؟.. هذه ظاهرة تستحق الدراسة والتأمل والتحليل!!! هل لأننا شعب حزين من يومه.. قاسينا كل ألوان الاستعمار علي مر التاريخ.. حتي أيام النهضة والحضارة والاستقلال قاسي أجدادنا من السخرة والاستعباد وانعدام الآدمية.. حمل أجدادنا الطوب ليبنوا الأهرام وحفروا القناة بأصابعهم وأظافرهم وماتوا تحت الرمال!!! حتي عندما حكمنا أنفسنا بأنفسنا.. دخلنا السجون والهبت ظهورنا السياط واخذوا بيوتنا وأموالنا.. الحزن والحسرة.. وأيضاً الخوف من الغد في أعماق أعماق قلوبنا منذ القرون الأولي.. بل هي في جيناتنا داخل دمنا.. نحن نعاني مرض اسمه "كلسترول الحزن" فهل تمسحه دموع الفرح.. الله أعلم.
***
ويارب تنهال دموعنا انهاراً اليوم وغداً.. فهما آخر أيام هذه الدورة.. بل يوم أمس كانت هناك مسابقات لنا فيها آمال.. ولا أعلم ماذا حدث.
المهم بعد عودة البعثة تعالوا ندرس الموضوع بعقول خبيرة لأصحاب تجارب وتاريخ.. وياريت نضع خطة استعدادنا من اليوم للدورة القادمة.. كل دول العالم تفعل ذلك.. بمجرد نزول علم دورة ما حتي تفكر بعض الدول في الدورة القادمة.. حتي ان بعض الدول ترسل بعض الناشئين في حدود العشرينات أو أقل أو أزيد قليلاً في بعض البطولات وهم علي يقين من هزيمتهم.. ولكن فقط لكي يتعودوا علي جو المنافسة والبطولات.. هذا جزء من العلاج النفسي والاستعداد المعنوي الذي افتقدته بعثتنا.. فبعد ما قرأته وسمعته عن مباريات بنتنا هدايا ملاك وكيف ضاعت منها ذهبية مضمونة تأكدت أن هدايا كانت في حاجة لاستعداد معنوي أكثر منه استعداداً فنياً أو بدنياً.
علي العموم.. لاشك ان هذه البعثة رغم ظروفها السيئة لما كان يحدث في اللجنة الأولمبية من صراعات شخصية وانعدام الشفافية والفساد عيني عينك بكل بجاحة في أيامها الأولي.. رغم ذلك لم ترجع من ريو خالية الوفاض ولو كانت برونز خيراً من لا شيء دائماً منذ .1960
***
علي فكرة.. في عدد يوم الجمعة الماضي.. كنت قد كتبت ان الانهيار الأولمبي بدأ من أولمبياد روما "1960" فإذا بي اجدها في الجريدة "أولمبياد روما 1970"!!! خطأ مطبعي.
***
وبالمناسبة.. ما هي أخبار المركز الاولمبي بالمعادي؟؟.. هذا المركز منذ سنوات طويلة جداً كان به كل تكنولوجيا اعداد الأبطال علي أحدث الطرق العلمية الحديثة.. كلفنا هذا المركز الذي استوردنا كل ما فيه من ألمانيا الشرقية حينما كانت دائماً ثالث العالم به بعد أمريكا وروسيا مباشرة في كل الأولمبياد القديمة.. كلفنا هذا المركز أموالاً كثيرة.
لماذا لم نستغله طوال هذه السنين بدليل نتائجنا المتواضعة جداً طوال الأولمبياد منذ 1960 - أقولها مرة ثانية - فهل تم الاستفادة منه في تجهيز بعثتنا الحالية في ريو دي جانيرو؟؟
علي العموم لا نريد ان نبكي علي اللبن المسكوب.. تعالوا ندرس الموضوع من يوم عودة البعثة أولاً لنعرف ماذا حدث هناك.. ثم بوضع خطة للاولمبياد القادمة لمدة أربع سنوات كما تفعل كل دول العالم.
***
تعالوا نضحك.. بدلاً من البكاء
لاعب الكرة الساحر عبدالكريم صقر أخف دم من أي كوميديان.. في أولمبياد لندن 1948 - أول أولمبياد بعد الحرب العالمية الثانية - أرسل خطاباً إلي والده يصف فيه حجرته في القرية الأولمبية!
عندي هنا في الحجرة: سريرين.. وكرسيين.. ودولابين.. ومنضدتين.. وسجدتين.. ومحمدين!!!
محمدين هذا أشهر لاعب في بورسعيد وكان معه في نفس الحجرة.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف