رمضان حنضل
عهد جديد .. عفواً سيدي الرئيس!!
بداية أؤكد أنني مع كل القرارات الصعبة التي قد يتخذها الرئيس السيسي في المرحلة القادمة. وأعتقد أن غالبية المصريين مدركون للظروف الاقتصادية الخانقة التي تمر بها البلاد. مستعدون للتحمل للمساهمة في انتشال وطننا العزيز من كبوته.. ولكن لابد أن يتم توزيع الأعباء علي الكل دون استثناء. وكل بقدر دخله. ولابد من تطبيق الحد الأقصي علي كل الجهات والهيئات دون أي مؤسسة. لأن الإحساس بالاستثناء والحصانة للبعض قاتل. ويؤدي إلي عواقب وخيمة.
وللأسف فإن ما يدور منذ فترة في المداولات السرية داخل الحكومة لبيع ما تبقي من شركات القطاع العام والأعمال العام. وعرضها في البورصة للمستثمرين سواء أوروبيين أو إسرائيليين. أو أمريكان. أو حتي مصريين متجنسين بالجنسية الأمريكية أو الأوروبية. لتنفيذ برنامج ما يسمي صندوق "النكد" الدولي للحصول علي القرض إياه سيؤدي حتماً إلي كارثة وما كارثة الخصخصة التي تمت منذ سنوات والفساد التي شابها وتشريد آلاف العمال والإضرابات وعدم الاستقرار ليس ببعيد!!
أؤكد يا سيدي الرئيس أن المصريين لم ولن يخذلوك. فعندما طلبت منهم النزول في 30 يونيه لإعادة وطن تم اختطافه لبوا النداء. وعندما طلبت منهم المساهمة في مشروع قناة السويس الجديدة. سارعوا بتوفير أكثر من 60 ملياراً في أسبوع واحد. وهو ما أبهر العالم.. ولكن ما يحزنني أن الرئيس الذي حمل كفنه علي يده. وأنقذ البلاد من الويلات. التي تشهدها تركيا حالياً. ومعظم الدول العربية.. تشير إحدي الصحف إلي انخفاض شعبيته.. عليك سيادة الرئيس أن تراجع موضوع الخصخصة إياها. لأن تجربتنا معها في الماضي سوداء وقاتمة. وتنذر بخطر داهم علي المجتمع بأسره. وليتم التفكير في حلول أخري لتطوير وإعادة هيكلة القطاع العام. ولتبق أرض مصر ومصانعها للمصريين وليس لحفنة مشبوهة من "المستعمرين" ممن لا نعرف لهم توجهاً أو لمصلحة من يعملون.. ولنعتبر أن ما يحصل عليه هؤلاء الموظفون إعانة بطالة أو ضريبة استقرار وطن في وقت عز فيه الاستقرار لأننا لا يمكن أن نزيد من كارثة البطالة بين شبابنا الذين فقدوا الثقة في التعليم ومستقبلهم ولا نريد أن نزيد الطين بلة لتشريد آبائهم وأولياء أمورهم. ولنعتبر ما يحصلون عليه إعانة بطالة.
عفواً سيدي الرئيس.. لن أضع رأسي في الرمال مثل النعامة وآخرين.. الوضع ينذر بخطورة داهمة علي الوطن.. اللهم بلغت.. اللهم فاشهد.