إذا كانت الدولة جادة في الإصلاح الاقتصادي وهي جادة بالفعل فلتبدأ بنفسها!
لماذا تبدأ بنفسها؟.. تبدأ بنفسها لكي تقطع الطريق علي الأطراف التي تحاول وترغب الصيد في الماء العكر. والماء العكر في موضوعنا هو عدم الوضوح التام والشفافية فيما نفعل وفيما نقدم عليه!
الفقراء والبسطاء وكذلك ما يطلق عليه الطبقة المتوسطة.. هؤلاء جميعاً يستجيبون لقرارات الإصلاح حتي وإن كانت مؤلمة. لأنهم يعلمون أن نتائج خطط الإصلاح لابد أن تصب في صالحهم!
ولكن هل نأمن أن يقع هؤلاء الفقراء والبسطاء وأبناء الطبقة المتوسطة تحت سيف ومقصلة الشائعات التي تصب علي رؤوسهم من كل الجهات وتلعب فيها الجماعة.. جماعة الإخوان دوراً محورياً باعتبارها تسير علي المبدأ المعروف عنهم "يا نحكمكم.. يا نقتلكم". مواجهة الأكاذيب والشائعات التي تنزل علينا كالسيل المنهمر تحتاج من المسئولين إلي المصارحة والمكاشفة الواضحة..
أكثر من ذلك فإن الحكومة يجب أن تبدأ التقشف بنفسها قبل أن تطالب به الآخرين.. لتبدأ الحكومة ببيع جميع سيارات الوزراء ونوابهم الفارهة.. ما المانع أن يركب المسئول سيارته الخاصة فإذا كان لا يملك سيارة فلتوفر له الوزراء سيارة متواضعة للغاية.. ليس هذا زمان الأبهة ولا عصر الفشخرة.. نحن نبدأ الإصلاح ويجب أن تكون القدوة من عل ي!
كل المصروفات الكمالية في الوزارات.. تليفونات.. رحلات إلي آخر القائمة يجب وضع حد نهائي لها.. ومن يفنجر فمن جيبه الخاص لا من جيب الحكومة التي تقترض من صندوق النقد وتعاني عملتها من تدهور نتمني شفاءها منه!
حين تنشر الصحف القومية ولا أقول "الايكونومست ولا الجارديان": ان الجهاز المركزي للمحاسبات أصدر تقريرا عن العام المالي 2014. 2015 فيه كذا وكذا من إسراف وأشياء أخري لا مبرر لها.. ولا تخرج الحكومة ولا متحدثها للرد علي ما جاء في التقرير.. فهل تنتظر هذه الحكومة من المواطن استجابة بالرضا لتعليماتها؟!
يجب أن ترد الحكومة علي كل صغيرة وكبيرة تنشرها الصحف القومية والخاصة لا عن خوف من هذه الصحف ولكن احتراماً لحق القارئ ومساعدة من الحكومة لنفسها لأن الرد الواضح والصريح وبالمستندات سوف يجعل الناس تثق في القرارات التنفيذية وسوف يرد سهام المشككين ومطلقي الشائعات إلي نحورهم!
إذن علي الحكومة أن تتقشف.. ولا تتقشف في استحياء وكتمان.. بل تتقشف وعلي عينك يا تاجر.. بإعلانات متتالية علي الرأي العام.. اليوم الوزير فلان قرر التخلص من المرسيدس الفارهة ومن سيارات وكلاء الوزارة تضامنا مع الناس.. الوزير فلان ألغي كذا.. وكذا.. كونوا قدوة للناس.. يفعل الناس ما تطلبونه عن طيب خاطر..