الجمهورية
صلاح الحفناوى
العبارة.. في السفارة!
كان المفروض أن أتحدث عن المدرسة التي عثروا داخلها علي مزرعة بانجو. ولكني وصلت إلي قناعة مؤداها أن الضرب في الميت حرام. ووزارة التربية والتعليم عمليا انتقلت إلي رحمة الله. ولم يعد الحديث معها او عنها مجديا.
واقعة طريفة. رغم تداعياتها المؤلمة. فرضت موضوع هذا المقال وحددت عنوانه. كنت في طريقي إلي السفارة السعودية لإنهاء الاجراء الخاص بتأشيرة الحج بعد أن من الله سبحانه وتعالي علي. بتأدية الفريضة. ولأنني لم أذهب إليها من قبل. فقد تهت عنها رغم انني كنت علي بعد امتار منها. سألت أحد المارة عن عنوانها. فابتسم ابتسامة العالم ببواطن الأمور ووصف لي العنوان بثقة شديدة: شوف يا باشا. انت تمشي علي طول. وفي نهاية الطريق تحود شمال تلاقي نفسك في السفارة.
ولأن لقب الباشا الذي منحه لي هذا الفهلوي بغير سابق معرفة. جعلني اثق في فراسته. والتزم بوصفه حرفيا. كانت النتيجة حالة توهان بدأت من ميدان الجيزة واستمرت إلي ميدان التحرير لأصل الي القنصلية بعد أن أغلقت أبوابها.
هذا الفهلوي جسد بتصرفه حالة عامة أصبحت تحكم تصرفات الكثيرين منا: الادعاء بمعرفة كل شيء. والاحساس بالتفوق علي الآخرين والقدرة علي خداعهم دون ان ينتبهوا بل وتعمد ذلك.
ولانني من المؤمنين بشعار "شجع المصري".. فقد وقعت ضحية للفهلوة مرات ومرات. خلال شهر رمضان الماضي قررت عدم شراء اي منتج مستورد وقاطعت ياميش رمضان بكل انواعه مكتفيا بالبلح والتمر وقمر الدين المصري. ولن انسي تحذير البائع لي من شراء قمر الدين المصري. ولا ردي الحاسم عليه: عيب عليك يا راجل.. شجع المصري.
اشتريت لفافتي قمر الدين.. الأولي كان مصيرها صندوق القمامة والثانية ما زلت احتفظ بها كرمز لما يمكن أن تفعله الفهلوة بنا. فقد اكتشفت ان استعمال قمر الدين المصري يحتاج إلي كتالوج. وأن فض الاشتباك بينه وبين ورق التغليف يحتاج إلي معجزة لم تعد متاحة الآن.
جميل ان نشجع المنتج المصري. ولكن بشرط ان يخرج المنتجون من دائرة الفهلوة والضحك علي الذقون. الفهلوة لا تبني مجدا ولا تساهم في تقدم وطن. عابر السبيل الذي منحني لقب الباشا واضاعني لا يختلف عن صاحب المصنع الذي تصور ان الفهلوة يمكن ان تنتج قمر الدين صالح للاستعمال الآدمي.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف