استلمت بنهاية الأسبوع الماضي العديد من رسائل قراء "صحتك بالدنيا" للثناء علي التحرك الحميد للنقابة العامة للصيادلة ببلاغها للنائب العام ضد وزارة الصحة للمطالبة بالتحقيق في جرائم التجارة في الأدوية منتهية الصلاحية والتي تعتبر الباب الملكي للثراء الفاحش أكثر من تجارة المخدرات والسلاح.
فقد قدمت النقابة بلاغاً الي مكتب النائب العام المستشار نبيل صادق برقم 10752 ضد الادارة المركزية للشئون الصيدلية بوزارة الصحة وغرفة صناعة الدواء ورابطة الموزعين والمستوردين باتحاد الصناعات المصرية ونقابة الشركات المصنعة لدي الغير لاتهامهم في التسبب في جرائم الأدوية منتهية الصلاحية التي يعاد تدويرها ..وطالبت النقابة باتخاذ الاجراءات القانونية اللازمة نحو تحقيق هذا البلاغ وتنفيذ القرارات الوزارية الخاصة بارتجاع الأدوية منتهية الصلاحية ومحاسبة المتسببين في الجرائم موضوع الشكوي..كما طالبت النائب العام باصدار أوامر بضبط كافة الأدوية منتهية الصلاحية لدي هذه الشركات والمخازن والتحفظ عليها الي حين انتهاء التحقيقات بعد ارسال عينات منها الي المعامل المركزية بوزارة الصحة لاعداد تقرير معملي عن هذه الأدوية . كذلك اصدار الأمر بالتحقيق في واقعات اعادة تدوير هذه الأدوية حفاظا علي حياة المرضي المصريين وسمعة الدواء المصري وعلي اقتصاديات الدواء.
نعم..تتعنت شركات الأدوية في استلام الأدوية منتهية الصلاحية من الصيدليات..وحاولت شعبة أصحاب الصيدليات بالغرف التجارية ونقابة الصيادلة وضع حلول عملية لهذه المشكلة الا أن هذه المحاولات تبوء بالفشل دائماً بسبب تعنت هذه الشركات ونوم وزارة الصحة في سبات عميق..الأمر الذي يؤدي الي تخلص الصيدليات من هذه الأدوية بأساليب غير آمنة وبالتالي تداولها مرة أخري علي يد بعض ضعاف النفوس بعد اعادة تدويرها وتغليفها في ورش تحت بير السلم سعيا للربح السريع الفاحش غير المشروع..والضحية دائما هو المريض وصناعة الدواء المصرية العملاقة وسمعة الدواء المصري في الأسواق الخارجية.
لابد من تكاتف الجميع في اطار من التكامل والتناغم والتنسيق من خلال منظومة واضحة شفافة للقضاء علي ظاهرة بيع وتداول الأدوية المنتهية الصلاحية..والقضاء علي ظاهرة بيع وتداول الأدوية في عيادات كبار الأطباء بعيداً علي أوجه الرقابة والتفتيش..لابد من وضع منظومة لمرتجعات الأدوية من الصيدليات بعيداً عن تعنت الشركات ايماناُ منا ان الغاية من تناول الدواء هو الشفاء للمريض وليس زيادة آلامة وتسممه ووفاته..لابد من التحرك بوعي وادراك حتي نحافظ علي قلعة صناعة الدواء الوطنية..تصنيعاً وتوزيعاً وتجارة..تلك الصناعة التي حمت مصر في أوقات أزماتها..وحتي لاتتحول مصانعنا الي أكشاك لتوزيع دواء الشركات العالمية.