سعاد طنطاوى
شرم الشيخ بالجلاليب والشيشة
كثيرا ما ذهبت الى شرم الشيخ بحكم طبيعة عملى كصحفية وتكون دائما فى فصل الشتاء باعتبارها مشتى ويكون ذلك لتغطية مؤتمرات صحفية كبرى تضم نخبة جليلة من اقطار عربية واجنبية الا انها المرة الاولى بالنسبة لى التى ذهبت فيها منذ ايام الى شرم مع اسرتى الصغيرة لقضاء اجازة الصيف ومتى فى أول أغسطس اى فى عز الحر ونار جهنم .
كما يقال وبالطبع فشلت فى اقناع افراد عائلتى بأن شرم مشتى وليس مصيف وان الذاهب اليها فى هذا التوقيت محروق محروق يا ولدى الا ان حجتهم التى استندوا اليها هى ان مصر جوها حار طول العام واهى فرصة نعمل حاجة للبلد وننشط حال السياحة " شوية" وشددنا الرحال وسط مجموعة من الرفاق بصحبة تور ليدر مشرفة على الرحلة غاية فى التفهم وعدى اليوم الاول بسلام وتلاها الثانى والثالث وفوجئنا بمقدمى الخدمة فى الاوتيل بأنهم يصافحوننا ويقولوا "انتم أفضل اسرة فى الجروبات التى وفدت الينا " ولما استفسرنا بلماذا عن ذلك القول كان اول تعليق منهم أن شرم للاسف تحولت الى جمصة بعد انهيار السياحة وبمزيد من الاستفهام كان هناك تضرر واستياء من سوء سلوك رواد الفنادق خاصة لحظات الافطار والعشاء فى المطعم فكل فرد فى نظام الاوبن بوفيه يملء مجموعة من الاطباق باصناف متنوعة على اخرها وفوق بعضها ثم يتركها بعد ذلك لدرجة ان مدير المطعم وجه مشرفة الرحلة بالتنبيه عليهم بان ذلك يتسبب فى ضرر مادى له لان بقايا الاكل يهذه الصورة لن يكون مصيرها الا سلة المهملات ناهيك عن اصطحابهم لاطفال تصر على تناول الاطباق بأنفسهم فتكسر الصينى وتسكب الاكواب على ارضية المطعم واذا انتقلنا الى حمام السباحة بالفندق تحت اشراف عمال هم شباب زى الفل فى اعمار ال18 سنة فيما فوق جاءوا من محافظات مصر وتركوا اهاليهم من اجل البحث عن الرزق ، ترى الاسر اصطفت داخل البيسين وباقيهم على التشيزلونج ممتدا يأكل ويشرب ويرمى حوله ويأتى عامل النظافة كل ساعة ليلملم فضلاتهم فى استغراب ، ولما لا فقد كان معظم تعامله سابقا من الاجانب ، ولكن الايام جارت على شرم وعليهم واذا انتقلنا الى خليج نعمة وعلى شاطئه المعروف ووسط المناظر الجميلة الخلابة وامامك مصطفيين فى الجلاس بوت والبنانا بوت وفوقك برشوتات ذات الوان زاهية ووسط الجبال الملونة والمبانى البيضاء التى تكسوها خضرة رائعة فى مشهد والله لن يتكرر فى دولة من دول العالم تجد امامك مصطافين يرتدون كل شىء على البلاج تخيل من جلاليب ونقاب وبيجامات بيتى وبيكينى ومايوه شرعى وحجاب وشعور مسدولة على الاكتاف ورجال كروشهم تسبقهم الى البحر وشيشة على البلاج تسطل الدماغ غصب عنك حتى لو كنت تكره رائحتها كأنك قاعد على قهوة بلدى فى الحسين وخذ من ده كثير
وفى شرم تجد الفنادق ولله الحمد مملؤة بدرجة كبيرة وان دل على شيىءفهو دليل على ان شعب مصر المحترم لبى النداء لانقاذ سياحة بلده وفى نفس الوقت فرصة للاطلاع على جمال بلدنا وان كان جزء كبير من الشعب الغلبان لايستطيع ان يذهب الى شرم او الغردقة او دهب او الساحل لارتفاع اسعارها مما جعلها حصرية على الاغنياء والاثرياء فقط وفى نفس الوقت ينشط السياحة حتى لاتضطر كثير من الفنادق الى غلق ابوابها وتسريح عمالتها فتزيد البطالة وهم فى الاخر اولادنا ولهم كل الشكر والتقدير على ذلك ولان شعب مصر المحترم يبغى الرقى وسريع الاستجابة و متقبل ومقدر للظروف والاوضاع التى تمر بها مصر فهو يحتاج الى من يضعه على الطريق الصحيح ويحتاج من يرشده ليحسّن من سلوكياته عند ارتياد مثل هذه الامكان حتى تكون تصرفاته مقبولة ولائقة امام الغير ولا يكون محل انتقاد من أحد وليكن مثلا بان تقوم الشركات او الجهات المنظمة لمثل تلك الرحلات بعقد لقاء من المصطافين قبل السفر لتوعيتهم بأداب واصول الطعام داخل مطاعم الفنادق او أصول اللبس على حمامات السباحة والبلاجات وداخل البحر وانتقاء الالفاظ امام الاخرين و توعيتهم بما لهم وما عليهم و المحافظة على نظافة غرف النوم بالفنادق وتوعية الام التى تصطحب اطفال وغيرها من الارشادت التى تحسن مظهرنا خاصة اذا كان فى الفندق اجانب واكيد اكيد مليون المية سيسعد بوجودنا العاملين بشرم اذا حافظنا على الاصول والعادات والتقاليد بل ويرحبوا بقدومنا على الدوام داخل منتجعاتعهم الفاخرة و اثق فى ان المصريين قدها وقدود.