الأهرام
اسامة الغزالى حرب
رشدى سعيد !
الكتاب الذى أتحدث عنه اليوم ليس كتابا جديدا، ولكنه نشر منذ إثنى عشر عاما، وبالتحديد فى مارس 2004 ضمن سلسلة كتب الهلال (العدد 639) وموضوع الكتاب – كما يوحى عنوانه- تناولته دراسات أخرى كثيرة، أى “المياه والطاقة و الصحراء فى مصر المستقبل”، غير أن معالجة تلك الموضوعات تعكس رؤى ثاقبة جريئة، ثورية وغير معتادة، أى انها- كما يقال- خارج الصندوق! غير ان الأهم من ذلك، وما أود ان أتحدث عنه فى الحقيقة، هو مؤلف هذا الكتاب، العالم المصرى الراحل د.رشدى سعيد. إننى احب هنا ان أقدم لشباب مصر بالذات، تلك الشخصية المصرية العظيمة، و أتنمى أن يعودوا إلى أفكار و كتابات و اجتهادات رشدى سعيد. وقد أكون-ابتداء- متحيزا إلى رشدى سعيد، فهو من أبناء الحى الذى أعتز بنشأتى فيه، حى شبرا العريق، المعقل العتيد للطبقة المتوسطة الحضرية التى تجمعنا معا. و كان رشدى سعيد – ذو الأصول الصعيدية أيضا- الأول على دفعته فى علوم القاهرة عام 1941 قبل أن يعين فيها معيدا ثم يذهب فى بعثة علمية ليكون أول مصرى يحصل على الدكتوراه من جامعة هارفارد، و يعود ليكون أستاذا بجامعة القاهرة ، فضلا عن توليه بناء و إدارة مؤسسة التعدين الجيولوجية. وشغل رشدى سعيد أيضا مقعدا فى البرلمان، وحصل على وسام العلوم والفنون عام 1962 فى عهد جمال عبد الناصر. غير أن رشدى سعيد كان أيضا ضمن مجموعة المثقفين و الكتاب الذين اعتقلهم أنور السادات فى سبتمبر 1981 قبل اغتياله الدرامى بعده بشهر واحد! وكان ذلك كافيا لأن يخرج رشدى سعيد من مصر، ويعيش فى واشنطن، ويحصل على جائزة الريادة من الجمعية الأمريكية لجيولوجيى البترول، قبل وفاته فى عام 2013. هل استفادت مصر من ابنها العظيم الموهوب رشدى سعيد؟ الإجابة للأسف هى لا، و ألف لا وارجعوا مرة أخرى لكتابه المشار إليه!
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف