الأهرام
مرسى عطا الله
لماذا نحن فقراء إداريا ؟
9 ــ سوف يظل حلمنا المشروع فى بناء مصر الجديدة القادرة على مجاراة العصر رهنا بمدى قدرتنا على امتلاك فن القيادة ومرونة الإدارة التى تتعامل مع الواقع وفقا للمعايير الحديثة فى علوم الإدارة فى عصر المعرفة والتى لم تعد روتينا سقيما يبالغ فى تعقيد الأمور أو كهنوتا معقدا يستحيل فك رموزه إلا بواسطة كهنة الإدارة وإنما أصبحت هناك قياسات جديدة تصنع التقدم والتحضر فى أى مجتمع اعتمادا على العلم والمعرفة من ناحية وتوفير الكوادر المؤهلة التى تملك من الأفق الواسع والخبرة المتجددة ما يمكنها من اتخاذ القرارات الصحيحة فى التوقيتات الصحيحة وصوب الأهداف والغايات الصحيحة.. وربما لهذا السبب يتحتم على أى مجتمع ينشد اجتياز أسوار التخلف أن يضع فى اعتباره أن بناء الكوادر القادرة على تحمل مسئوليات الغد لا يقل أهمية عن تأمين احتياجات الحاضر والمستقبل لأن الزمن فى حسابات الأمم قصير وقصير جدا.

وفى اعتقادى أن أهم مظاهر التقدم التى تعكس جدية أى دولة فى امتلاك الحاضر وضمان المستقبل يرتهن بمدى قدرة هذه الدولة على أن تفجر الطاقات الكامنة، وأن تنتخب من بينها الكوادر القادرة على التعامل مع المشكلات والتحديات بمنهج علمى يعود إلى الجذور الحقيقية لنمو هذه المشكلات والتحديات بدلا من الأخذ بسياسات وحلول مؤقتة لا يمكن لها أن تصمد طويلا!

وأظن أنه لا يمكن إفراز قيادات مؤهلة عند مستوى القمة من قواعد فقيرة إداريا وعلميا وتربويا فالمسألة ليست مجرد توظيف لاستيعاب العمالة ومواجهة البطالة بقدر ما ينبغى أن تكون فهما صحيحا للتنمية البشرية بالمفهوم العلمى الصحيح من أجل بناء الكوادر التى تستطيع أن تحمل رايات المسئولية !

وغدا نواصل الحديث

خير الكلام:

<< مَنْ اصْفرَّ وجْههُ مِنَ النّصيحةِ اسْودَّ وجْهُهُ منَ الفضيحةِ!
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف