■ هى الثبات فى زمن الاهتزازات التى نعيشها. أؤمن بها وبفعل رجال -لا تعلمونهم الله يعلمهم- يصلون الليل بالنهار لتحليل البيانات وتفسير المواقف واتخاذ القرارات المناسبة لا لكى تحيا وحدها فلم تعتد بلادى ذلك ولكن لتحيا المنطقة بكاملها حتى لو لم تفطن دولها لأبعاد ما تقوم به مصر. هكذا هى بلادى فى لبنان توجد لنصح ودعم ومنع موجة جديدة من حرب طائفية تقودها المصالح قبل العقيدة. وفى سوريا تدعم دولة لا نظاماً فترفض تقسيم وتفتيت أرض ما زال يدافع عنها الجيش الأول. وفى العراق تدعم لمواجهة إرهاب وتنصح لمكافحة فساد ولم شمل شعب أنهكته الخيانة واستباحت أرضه قوات احتلال. وفى اليمن كان صوتها منذ اليوم الأول مردداً «الحل سياسى» فيحضر لها اليوم مسئولوها طالبين الدعم. وفى ليبيا تدرك أبعاد الخطورة فى أرض عربية نرتبط بها على طول حدود فاقت الألف، وميليشيات مسلحة تأتمر بأمر مخابرات دول لم تُرضِها نجاتنا. وفى السودان توقف نزيف الدماء فى الجنوب وتدعم استقرار الشمال رغم معسكرات تدريب الإرهاب وتهريب السلاح. هى بلادى التى أوقن بحكم التاريخ أنها كانت وستظل مصدّ كل خطر يهب على المنطقة.
■ وهى الاقتصاد المقبل رغم الصعوبات والفساد ومحاولات الحصار وخطوات تتأرجح بين الخطأ والأمان. هل تعانى تراجعاً فى نمو؟ ربما، ولكنها ليست الوحيدة فى ظل تراجع نمو عالمى لاقتصاديات كبرى وتحذير من هروب استثمارات من اقتصاديات ناشئة. هل تعانى أزمة؟ ربما، ولكنها ليست وحدها فى ظل تحذيرات دول الكبار السبع فى قمة طوكيو منذ ثلاثة أشهر من تكرار أزمة اقتصاد واجهها العالم فى العام 2008 وكساد غير مسبوق فى ظل تراجع أسعار نفط لن يعود لما كان عليه فى 2014، وتضخم وتشبع أسواق ببضائع لم تجد من يشتريها. وإرهاب يضرب العالم بأسره فيؤثر على السياحة والاقتصاد والأمن. هل تعانى فساداً يأكل منبع اقتصادها؟ نعم، وهى بحاجة لحسم وردع لمنعه واستمراره بكل ما أوتيت من قوة. ولكنها رغم كل ذلك رهان الاستثمار فى المنطقة بأنها الحصان الرابح فى السنوات المقبلة. فادعموها بالثقة فيها وتصحيح ما تخطئ فيه.
■ وتظل القادرة على تحمل حرب قذرة مجرمة يقودها تجار الدنيا والدين من الداخل ويخطط لها من تألم لخسارة خطواته بها فى الخارج. فتسير وسط شائعات التشكيك المستدامة فى قرارات القيادة، وأخبار الإحباط المستمرة عن فشل لن يتركنا، وثرثرات القنوات الفارغة من المضمون سعياً وراء إعلان وملايين لن يشبعوا منها، وحصار لا ينفك ينتهى فى جانب ليبدأ من جانب آخر، تسير وسط كل هذا وهى مصرة على الإبحار بسفينة المواطن وسط بحر هائج إلى بر مستقر أو على الأقل مرحلة هدوء تلتقط فيها الأنفاس وتعيد التأكد من الرؤية. نعم نعانى الإبحار وسط أجواء غير مستقرة ونصر على البقاء أحياء والنجاة بأهالينا رغم صعوبات ليس لها أول من آخر، ولكننا بمشيئة الله سنحيا.
■ وتبقى المقهورة تحت نير مسئولين لا يعرفون معنى المسئولية فى حكومة غاب عن غالبيتها البصيرة، وغاب عن رئيس وزرائها فن الإدارة فلا يخجلون وسط كل محاولات الدولة للبقاء والتخفيف عن المواطن البسيط المتحمل لنفقات الإصلاح، واضرب لهم مثلاً تقدمها بمشروعات قوانين لزيادة دمغة تضاف لصندوق علاج القضاة بينما المواطن العادى يعانى من خدمة صحية غير لائقة يتحمل فيها ثمن قطعة القطن ورباط الشاش! فأى حكومة تلك التى تسعى لتخفيف العبء عن القادر المُميز نوعاً ما وتحميل غير القادر تكلفة المساعدة؟!
يا سادة.. هو العبث بعينه.
تصبر بلادى مع البسطاء من أبنائها ممن يحملون على عاتقهم هم حمايتها والدفع بها للأمام على غشاوة فكر وغياب بصيرة باتت سمة لبعض المسئولين.
وهكذا يا سادة بالعقل لا بالهوى أدعمها وأنا أعلم حجم ما تعانيه من عبء ومدى ما تبذله من جهد لكى تحيا وتعبر أزمتها وأزمتنا.