الأهرام
مرسى عطا الله
حروب المعرفة!
10 ــ لا شك فى أن التحدى الذى يواجهنا ويواجه غيرنا فى عالم اليوم هو تحد شرس يمكن أن يسمى مجازا باسم حرب المعلومات وصراع المعرفة وأنه إذا كانت أدوات التحدى فى سنوات الحروب التقليدية قد انحصرت فى الطائرة والمدفع والرادار والقنبلة فإن أدوات التحدى الآن هى فى جهاز العقل الإلكترونى ومدى القدرة على وضع وصياغة وصيانة برامجه المتنوعة فى إطار مفهوم الرغبة لبناء عناصر القوة الشاملة للمجتمع.. ولأن الإنسان المصرى هو هدف أى تغيير فإن علينا أن نعى جيدا أن صناعة التغيير لا تتحقق بعيدا عن العلم والتعليم والبحث العلمي!

إننا بحاجة إلى ما يشبه الثورة الكاملة، لكى يصبح التعليم إطلاقة حقيقية تستشرف آفاق المستقبل وتنمى قدرات الخيال بدلا من البقاء أسرى خلف جدران التراث العلمى الذى حققه الأسبقون فقط.. ثم إننا قد نتكلم عن ضرورات زيادة الإنفاق على البحث العلمى وقد نتكلم أيضا عن ضرورات الربط الوثيق بين مناهج التعليم وأهداف البحث العلمى، لكن ذلك ينبغى ألا يجعلنا نغفل عن ضرورة تحديد وتركيز أهدافنا البحثية لأن لعنة الأرقام تخدعنا حينما تشير إلى أن مصر ربما تسبق دولا عظمى فى عدد البحوث العلمية والإنسانية التى تتراكم فى النهاية فى ملفات وأوراق لا تدل عليها سوى شهادات الماجستير والدكتوراه التى تمنح لباحثيها فيزينون بها حوائط مكاتبهم ومنازلهم لأن محتواها يخلو من أى ارتباط بالواقع وبحاجات المجتمع الحقيقية، بينما نحن فى أمس الحاجة إلى بحوث علمية تؤدى إلى زيادة الإنتاجية وتقليل الفاقد وبحيث تكون فى متناول كل الوحدات والمؤسسات والمصانع.

باختصار نحن بحاجة إلى تغيير جوهرى فى مناهج التعليم ومقاصد البحث العلمى الذى ينبغى أن ندرك صعوبة استمرار اعتماده على ميزانية الدولة وحدها.

وغدا نواصل الحديث

خير الكلام:

<< ليس هناك نجاح حقيقى لم تسبقه تجارب فاشلة!
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف