الجمهورية
احمد الشامى
أحلام الفتي "حمزاوي"
يفرض الدكتور عمرو حمزاوي. ملامحه علي أي مقابلة تليفزيونية تتم معه. فهو لا يكف عن الكلام وكأنه "يحفظ ما يقول عن ظهر قلب. ولم لا وهو الذي يصف نفسه. ب "عالم سياسة. وناشط حقوقي ومفكر. وأستاذ السياسة العامة بالجامعة الأمريكية. وعضو سابق بمجلس الشعب. ورئيس حزب مصر الحرية". ولذا فعندنا تتجمع كل هذه الصفات في شخص واحد من الضروري أن يكون "مختلفا". فمظهره السبعيناتي يؤكد ذلك. فهو حريص علي ارتداء القمصان المشجرة. وحظاظة آخر موديل في إحدي يديه. وقصات شعره لا تنقصها سوالف الشباب. وأحياناً يفتح أزرار قميصه ليظهر شعر صدره. كل هذا يجعلنا أمام سياسي "مودرن" بكل ما تحمله الكلمة من "شقاوة". هكذا شاهدته أخيراً في محطة تليفزيون عربية. يتحدث وكأنه يسمع ما يقول. فلم ينتظر من المذيعة المغلوبة علي أمرها سوي كلمات ليست كالسؤال. حتي بدأ "يكر" النظريات التي يحفظها. وكأنها قالت له "سمع".
حاولت أن أفهم ما يقول. والتقطت أذني بعض الكلمات التي أسمعها منه منذ سنوات دون تغيير. دققت الانصات. فاخترقت أذني عبارة نظام الحكم المصري "صلطوي". هكذا قالها بالصاد وليس السين لأول حرف. فهل يقصد "السلطة"؟. أم "سلطوي" وهي الحكومة التي لا تحظي بموافقة شعبية. وهذا الوصف غير منصف أيضاً لا يمت للحقيقة بصلة. لأن مصر شهدت قبل عامين انتخابات رئاسية شعبية في ظل تعددية غير مسبوقة. كما أن الحكومة الحالية حصلت علي موافقة البرلمان بحسب نص الدستور. إذن من أين تجيء "الصلطوية" يا دكتور حمزاوي؟. والغريب أنه واصل هجومه علي الدولة. واصفاً إياها بال "عسكرية". والكتب التي يحفظها تعرف "الحكم العسكري بأنه" نظام استثنائي يمنح الجيش خلاله سلطات واسعة. وتفرض فيه الطوارئ والأحكام العرفية وحظر التجول. فأين منع التجول والسلطات الواسعة الممنوحة للجيش وفرض الطوارئ؟. ألم تشاهد ما تحقق من إنجازات سياسية واستقرار خلال العامين الماضيين يا دكتور؟
وأحلام الدكتور أو الفتي "حمزاوي" قديمة. فقد كتبت موسوعة "ويكييديا" معلومات منقولة عنه. جاء فيها أنه رفض منصب وزير الشباب في حكومتي الفريق أحمد شفيق والدكتور عصام شرف. لكنه وافق علي التعيين عضواً في المجلس القومي لحقوق الإنسان. وأسس حزب مصر الحرية. إذن ما الذي يريده؟ إذا كان منصب الوزير لا يكفيه؟ هل يريد الجلوس علي الكرسي "الكبير"؟. بالتأكيد يعلم سيادة الدكتور. أن مصر بها ما يقارب ال 100 حزب سياسي. بعد أن أصبح نظام إنشائها بالإخطار. ولذا أعتقد أن الطريق أصبح ممهداً أمامه لتحقيق حلمه. وما عليه سوي الحصول علي تأييد حزبه. نسيت فقط أن أسأله. كام نفر أعضاء في حزبك؟ وبعدها الشعب من حقه أن يقرر. وعلي الرغم من أنه. قال إنه أيد ثورة 30 يونيو. إلا أنه انتقد الهجوم من جانب بعض وسائل الإعلام علي الإخوان. زاعماً أن نظام الحكم ليس ديمقراطياً أو ليبرالياً. وداعياً إلي التعددية بعودة الجماعة إلي الحياة الطبيعية.
وأقول لكم. إن "حمزاوي" كتب مقالاً في إحدي الصحف اليومية. يطالب فيه بديل ديمقراطي حقيقي في مصر عبر حراك شعبي والمعروف في الكتب التي يحفظها أن "الحراك الشعبي" يعني إنطلاق "ثورة شعبية". فمن الذي أعطاه الحق في دعوة الشعب إلي الثورة بهدف تداول السلطة. علي الرغم من مرور عامين فقط علي آخر انتخابات رئاسية شعبية كانت مفتوحة للجميع. أليس هذا تداولاً للسلطة يا دكتور؟ أم أنك تريدها "سلطة"؟
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف