الأهرام
اسامة الغزالى حرب
حصاد الدورة الأوليمبية !
انتهت أول من أمس دورة الألعاب الأوليمبية لهذا العام، والتى جرت على مدى أسبوعين فى مدينة ريو دى جانيرو بالبرازيل،
و اختتمت بحفل مبهر شهد تسليم العلم الأوليمبى إلى عمدة مدينة طوكيو، التى سوف تستضيف تلك الألعاب بعد اربعة أعوام. ومع أن الدورات الأوليمبية هى حدث رياضى بالأساس، إلا أنها بلا أدنى شك تعبر عن مجمل الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية والثقافية السائدة فى البلدان المتسابقة، التى تشمل العالم كله تقريبا، مما ينعكس مباشرة على نتائج الدورة الأوليمبية وعلى حصادها النهائي. فليس من الغريب ـ ابتداء ـ أن احتلت المراكز الأولى فى الدورة أقطار تنتمى إلى مجموعة البلدان الأكثر تقدما ونموا فى العالم (الولايات المتحدة وبريطانيا والصين وروسيا وألمانيا واليابان وفرنسا وكوريا الجنوبية وإيطاليا وأستراليا وهولندا والمجر والبرازيل...إلخ). إن التقدم والقدرة على العمل الجاد وعلى الإنجاز حقائق لا تتجزأ. حقا، هناك استثناءات هنا وهناك، فتلك طبيعة الأشياء، ولكن تظل القاعدة الأساسية صحيحة، تدعمها نتائج و مؤشرات الدورة. وفى هذا السياق، يلفت نظرنا تواضع الإنجاز العربى فى تلك الدورة ، حيث شارك 268 رياضيا يمثلون 22 دولة عربية، ولكن الحصاد اقتصر على 14 ميدالية (ذهبيتين، وأربع فضيات، وثمانى برونزيات)! غير أن من المنطقي، ومع تسجيل كامل التقدير والاحترام لأبطالنا المعدودين الذين شرفوا اسم بلدهم (سارة سمير وهداية وهبة ومحمد إيهاب) ولكل من بذلوا أقصى جهدهم من أجل الفوز والإنجاز....أن أطرح تساؤلا مشروعا عن التواضع الشائن للأداء المصرى ليس فقط دوليا (حيث احتلت مصر المرتبة رقم 75) وإنما أيضا عربيا (حيث تقاسمت مع تونس المركز الخامس!) بعد البحرين والأردن والجزائر وقطر. إن من حقنا أن نتساءل عن سبب هذا الإخفاق ، وان نستمع، ويسمع معنا الشعب كله تفسيرا واضحا وصريحا!
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف