مكرم محمد احمد
لماذا لا نعود لمنظومة النظافة القديمة؟
خلال الأسبوعين الماضيين بدا الأمر وكأن هناك مباراة بين عدد من المدن المصرية على رفع أطنان القمامة من شوارعها الجانبية والرئيسية
حيث تتراكم تلالها بغير حصر، وفى حالات كثيرة تمت الاستعانة بسيارات نقل تابعة للجيش أو تطوعا من بعض المواطنين، وهذا فى حد ذاته جهد طيب ومشكور، لكن أيا من هذه المدن أو رؤسائها لم يقل لنا انه مع إزاحة هذه الاطنان قد نجح فى تطبيق منظومة جديدة للنظافة ترفع القمامة أولا بأول وفى مواعيد منتظمة كى لا تتكدس مرة آخرى تلالا من القذارة فى كل مكان!، بما يعنى أن الأمور سوف تعود إلى وضعها القديم بعد أسابيع قليلة لنعاود الكرة مرة أخرى وهكذا دواليك، دون أن ننجح فى ترتيب منظومة صحيحة للنظافة غير باهظة الكلفة ترفع القمامة أولا بأول من أماكن تجمعاتها!.
ومع كثرة التجارب التى خاضتها محافظات كثيرة لم نسمع عن تجربة واحدة ناجحة يمكن تعميمها،ولم ينعقد مؤتمر واحد يدرس هذه التجارب بهدف ترشيدها وتصحيحها،لكن يبدو أن القذى الذى يملأ عيون مسئولينا فى المحليات لم يعد يعطيهم فرصة أن يروا هذه المناظر القبيحة!..،جربنا الشركات الوطنية ولم ننجح وجربنا الشركات الأجنبية وكانت الكلفة عالية لم يستطع أن يتحمل أعباءها المواطنون فى شكل رسوم تضاف على فاتورة الكهرباء، تهدد معظم مجالس المدن بوقف تحصيلها!..، ومع الأسف كان لدينا منظومة نظافة منضبطة كالساعة، صحيح انها كانت منظومة متخلفة لايخضع العاملون فيها ومعظمهم من الاطفال الصغار لأى رعاية صحية، لكنها كانت منظومة جد منضبطة، تخرج فيها عربات الزبالين الخشبية المتهالكة فى الخامسة من صباح كل يوم، تجمع القمامة من داخل الدور والمنازل وقبل التاسعة كان يصعب أن ترى عربة واحدة من هذه العربات فى أى من شوارع القاهرة،عاد الجميع إلى مراكز تجمعاتهم يعملون فى تدوير هذه الآلاف من الأطنان، ما هو عضوى وقابل للفساد والتحلل يذهب إلى مزارع الخنازير وما يمكن تدويره يتم تدويره، وماهو قابل للحريق يذهب لمستوقدات الفول المدمس!.
ومع الأسف ذبحنا هذه المنظومة المتكاملة بدعوى مقاومة انفلونزا الخنازير مع أننا كنا نقاوم انفلونزا الطيور التى لاعلاقة لها بالخنازير!، واقتراحى البسيط لماذا لا نعود إلى المنظومة القديمة نطبقها كاملة بحذافيرها لانرفع منها عنصرا واحدا مع بعض الرعاية الانسانية والطبية للعاملين الصغار إلى أن ننجح فى خلق منظومة بديلة.