الوفد
عباس الطرابيلى
مشروع سمكى.. متكامل
هذا الخبر يحمل خيراً لكثيرين من شباب مصر.. وبالذات سكان سواحلنا الشمالية على البحر المتوسط.. وسواحلنا الشرقية على البحر الأحمر وخليجى السويس والعقبة.. وأيضاً أبناء البحيرات.. أى الصيادين.
الخبر يقول إن الرئيس السيسى استعرض مع الفريق مميش بناء «50 سفينة» لتوزيعها على شباب الصيادين.. وتلك بداية طيبة لأن معظم من يهربون ـ بالهجرة غير الشرعيةـ هم من شباب الصيادين الباحثين عن الرزق.. بل إن الواحد منهم يبيع كل ما يملك هو وأسرته ـ ليسدد إلى سماسرة عمليات الهجرة غير الشرعية آلاف الجنيهات، ليحلموا.. بالهجرة. والسبب انخفاض معدل الرزق فى مناطقهم.. وبالذات من العريش شرقاً إلى السلوم غرباً.
<< وإذا كان رقم الخمسين سفينة صيد قليلاً، فهى البداية.
ورحلة الألف ميل تبدأ بخطوة واحدة. وعلمنى الصيد بدلاً من أن تعطينى سمكة! ثم إن مصر تدفع ملايين الدولارات لتستورد أسماكاً من كل بحار العالم بسبب انخفاض حصيلة الصيد المصرية.
ولكن: هل السفن الجديدة مؤهلة للصيد الداخلى، فى البحيرات.. أو قريبة من الشواطئ وداخل المياه الإقليمية المصرية.. أم سوف تكون صالحة للصيد فى أعالى البحار؟ إن كان ذلك هو المعنى فإن الأمر يقتضى أن ننشئ أو نشترى سفناً تجمع حصيلة الصيد هذه ثم نقوم بتجهيزها وتجميدها.. ثم شحنها إلى مصر وبذلك نفعل ما تفعله الدول المتقدمة، فى الشرق.. أو فى الغرب وهنا تتكامل هذه العملية من صيد وتجهيز.. ثم تجميد ونقل وطرح فى الأسواق.. وهذا ما نحلم به.. بل كان مخططاً له لنا منذ أوائل الستينيات، بل وتملكنا بالفعل بدايات هذا العمل ولكن كل ذلك، ضاع مع هزيمة 1967 وما تلاها.
<< هنا علينا أن ندرس تجارب دول عربية شقيقة مثل تونس والمغرب، وموريتانيا التى تمتلك أساطيل للصيد فى أعالى البحار، وليس فقط فى البحر المتوسط.. ولكن فى المحيط الأطلنطى، وبسبب نجاح هذه الأساطيل قامت صناعة سمكية متقدمة.. بالذات فى المغرب، تنافس مثيلاتها فى إسبانيا والبرتغال.. بل إن أسواقنا المصرية متخمة بإنتاج هذه المصانع السمكية فى المغرب بالذات.
<< ولكن علينا ألا نهمل الصيد الداخلى فى البحيرات الشمالية الملحية أو فى البحيرة العذبة، فى السد العالى، لأن أساطيل الصيد فى هذه المناطق، غير ما يصلح للصيد فى أعالى البحار.. ولكن هذه الخطوة طيبة للغاية، وتتمشى مع مشروع الرئيس السيسى بإنشاء مزارع سمكية فى القطاع الشمالى من منطقة قناة السويس.. وفى غيرها.. وأيضاً مع مشروع تعميق وتطهير بواغيز هذه البحيرات: البردويل والمنزلة وإدكو بالذات وبالطبع البرلس.. ولهذه العملية المتكاملة فوائدها على الاقتصاد القومى.. وعلى الاكتفاء الغذائى السمكى وكل المصريين.. من هواة الوجبات السمكية!
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف