رضا محمد طه
الإستعراض الغريزي اقرأ المقال الاصلى فى المصريون
غريزة الإنجذاب وإفتعال الحيل للتأثير علي الجنس المغاير موجودة في الحيوان والإنسان منذ أن خلق الله آدم وحواء ، مع إختلاف العصور، كان كلا الجنسين-من البشر-يقوما ببعض المظاهر أو الطقوس ويتفننوا في صورها-حسب كل عصر وتطوره-وبالاخص الرجال البدائيين حيث كانوا يعرضون كل ما يملكون من قوة جسدية وزينة وجاذبية، والنتيجة ما يسمي ب"الإنتقاء الجنسي" فالأكثر قوة وسيطرة هو الذي يفوز بالأنثي وبالتالي يمرر جيناته التي يحملها في نسله. هل يكتفي الرجال بمكانتهم تلك عند النساء وبما يحصلون عليه من أبهة وبعد ذلك لا يهمه أن تسيطر الأنثي كما يقول اليابانيون "للرجال المكانة وللنساء السيطرة"؟. الرجال علي مر العصور يجيدون الإستعراض والحركات عندما يكون الهدف الفوز بالأنثي، يقول علماء الأنثروبولوجي أنه خلال العصور البدائية كان الرجال يبذلون من المجهود والوقت من اجل صناعة حلي يقدمونها بعد ذلك هدايا للمرأة، أو يقومون بصناعة فئوس لا لغرض سوي صيد الحيوانات الكبيرة، في الوقت الذي كان بإمكانهم-بسهولة شديدة- صيد حيوانات صغيرة، لكنهم كانوا يُصرون علي صيد الحيونات الأكبر وقد يواجهون صعاب شديدة من أجل إستعراض مهاراتهم وقدراتهم عند عودتهم مثلاً برجل زرافة، فلا يهمه الحصول علي اللحوم أكثر من إثبات أنه تغلب علي حيوان ضخم أو مفترس يصعب علي الضعفاء من الرجال صيده. يوجد نقش فرعوني يظهر فيه "توت عنخ آمون" وهو يصطاد ذئباً، مما يعكس تمكينه وقوته وبأسه عند الناس، فالمعروف عندهم أن الذئب لديه قوة ومراوغة وسرعة بالإضافة الي الذكاء، لذلك من يصطاده أكيد يغلبه في تلك الصفات، وتقريباً هذا ما يفسر المثل الشعبي الذي نقوله عندما نستهين بما يحصل عليه البعض "كأنه جاب الديب من ديله". المشكلة والتي قد تكون كارثية في المبالغة في الإستعراض والتي يقوم بآدائها غالباً البعض من المراهقين والشباب عندما يهدفون الي لفت الأنظار-خاصة الفتيات-عن طريق الإستعراضات التي تبدو في السرعات الجنونية والحركات الأكروباتية عندما يقود هؤلاء سيارات أبائهم أو الدراجات البخارية أو حتي الوسائل –كاللنشات-التي يتنزهون بها في النيل أو البحر مما قد تُفقدهم أرواحهم أو قد يقتلون بها بالخطأ أبرياء آخرين. إن ما يقدم عليه هؤلاء الشباب-خاصة الذكور-من مبالغة في الإستعراض يشيركما يفسره علماء النفس الي أن هؤلاء مصابون بمرض نفسي يسمي "إضطراب الشخصية التمثيلي أو شبه الهستيري" وهو سلوك يهدف بالأساس الي إغراء ولفت أنظار الجنس الآخر، البعض لا يهتم بالهدف بقدر إهتمامه بالوسيلة نفسها. بعض السابقين خاصة من الرموز وحتي رؤساء كانوا يفعلون كل ما بوسعهم من إستعراضات وخلق مواقف بطولية وهدفهم أن يفوزوا بأجمل عروس "مصر" وقد يكون بعضهم قد نجح في ذلك، فهل من حصل علي هذا الهدف الأسمي سابقاً قد قنع به أم أنه طمع في هدف-من وجهة نظره-أكبر؟.