نصف الدنيا
عزت السعدنى
يا عزيزتى لا تتسرعى فى طلب الطلاق
قالت لى فتاة جميلة من ذلك النوع الذى يقول للقمر انزل وأنا اقعد مطرحك: لقد كنت شاهدا على عقد زواجى.. والنهاردة عاوزة حضرتك تكون شاهدا على طلاقى

قلت لها بدهشة: إزاى يا بنتى.. وانتى لسه متجوزة من سنة واحدة بس!

قالت: من سنة وست شهور.. وأنا اللى طالبة الطلاق موش جوزى!

قلت لها: إزاى يا بنتى حصل ده؟

قالت: أنا جايالك ومعايا ماما عشان تحكى لك هى كل حاجة!

قلت لها: بلاش مامتك معاكى المرة دى وتعالى انتى لوحدك الأول عشان تاخدى راحتك فى الكلام وبعدين نقعد سوا كلنا أنا وانتى ومامتك ونشوف إيه الحكاية؟

وجاءت الصبية التى كانت حتى الأمس القريب مجرد طفلة ثم شابة صغيرة مليحة الوجه والخد جميلة الخصال حتى فاجأتنا بزواجها بعد تخرجها فى الجامعة بأقل من سنة من زميل لها تخرج معها وعملا معا..

ولأننى أعرف أن أكثر من ٢٠٪ من الشباب الصغير يدخلون تجربة الطلاق من زواج قصير الأمد.. وهى نسبة عالية للغاية فقد قلت لنفسى: والله بلاش البنت القمورة دى تكون من ضمن هذه النسبة المرتفعة لحالات الطلاق بين شباب هذه الأيام المغلوبين على أمرهم.. وعدد العاطلين بين الشباب وصل إلى نحو ٣ ملايين شاب من بين ٧ ملايين عاطل فى البلد كله ــ حسب إحصائيات المركز القومى للتعبئة والإحصاء ــ خصوصا فى ظل حالات العنوسة المتزايدة بين بنات هذه الأيام!

* * *

جلست أمامى كئيبة مكتئبة.. سألتها: طيب إزاى انتى اللى طالبة الطلاق.. وانتى لسه يادوب فى العشرينيات من عمرك.. اتكلمى وانتى زى بنتى من غير كسوف!

قالت: من أول يوم.. أقصد من أول ليلة فى جوازنا.. يعنى ليلة الدخلة اكتشفت أن زوجى الشاب الرياضى الذى أحببته عايش على المنشطات الجنسية اللى مالية السوق.. واللى بيعلنوا عنها ليل نهار زى إعلانات الحاجة الساقعة!

قلت لها: ما هو نص شبان الأيام دى عايشين عليها فى جوازاتهم!

قالت: بس أنا اكتشفت إن لو الحاجة دى موش موجودة لسبب من الأسباب.. الولد من دول مايقدرش يمارس حياته الزوجية كما ينبغى.. والحاجات دى بعد شوية بيروح تأثيرها.. ويرجع الشاب من دول مايقدرش يقوم بواجباته الزوجية!

قلت لها: ياه دانتى مذاكرة قوى يا ست هانم!

قالت: ماتنساش يا أونكل إن أنا خريجة كلية الطب وهو كمان زيى تمام.. موش كان زميلى فى الكلية وحبينا بعض وبعدين اتجوزنا!

قلت لها ضاحكا: آه والله يابنتى.. أصل أنا نسيت الحكاية دى!

قالت: موش بس كده.. ده كل الشبان اللى زيه.. من أول يوم ومن أول ليلة جواز مايفكرش.. ياخد الحبوب دى وخلاص واللى بيجيبها له شلّة أصحابه خوفا من الفشل فى ليلة الزفاف!

قلت لها: ياه يا ست الستات دانتى مذاكرة تمام..

قالت ضاحكة: موش جوزى.. وخايفة عليه.. وعلى جوازنا كله من بعبع اسمه الفشل!

قلت لها مخففا عن كاهلها شبح الطلاق: يا ستى كل عقدة ولها حلال زى ما بيقولوا!

* * *

سألتها: مافيش حاجة تانية انتم مشغولين بيها غير حكاية البحث عن ولى العهد!

قالت: دول فى العائلتين.. عيلة جوزى وحماتى وعيلتى أنا ومامتى مافيش على لسانهم إلا سؤال واحد بس اسمه: لسه ربنا ما أذنشى!

أسألها: يعنى إيه؟

قالت: يعنى فيه حمل واللا مافيش؟

قلت: لو الأهل من الناحيتين يبطلوا تدخل فى حياة الزوجين الشابين.. ونفس الشابين مايهتموش كتير بالمسألة دى.. كل حاجة حتيجى لوحدها.. روحوا سافروا فى حتة حلوة.. على شاطئ البحر.. إجازة يعنى.. بعيد عن الشغل وتدخل الأهل والسؤال أول كل شهر عربى: هو لسه ربنا ماأذنشى؟

كل حاجة حتبقى تمام التمام وصدقينى.. سيبوا العروسين فى حالهم يا عالم وربنا يجيب اللى يجيبه.. بس من غير تدخل الأهل.

* * *

نسيت القمورة الجميلة وحكايتها حتى فاجأنى تليفون منها: احنا عازمينك انت والمدام على حفل سبوع مصطفى!

قلت لها فرحاً: هو شرف الدار أخيرا.. أنا جاى طبعا.. ده جه فى الوقت المناسب تماما..

* * *

كلمات عاشت:

«المرأة لا تخوفها إلا امرأة مثلها!». أنيس منصور
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف