تقولُ شهرزادُ لحبيبها
قبل أن يضمّها القبرُ:
لا تُحِطْني بذراعيكْ
لكيلا
-حين تمضي-
أرتعشَ من البردْ.
لا تُقبّلْني طويلاً
لكيلا
-حين تجفُّ شفتاي-
أموتَ ظمئًا.
وجهُ الفتى
يشرقُ من نافذةِ البعيدِ
دون أن يسألَ
إن كانتِ الصبايا في خدورِهنَّ
نائماتٍ
أو سارحاتٍ في الحقولِ
يجمعنَ العسلَ من بطونِ ملكاتِ النحلْ.
الجميلاتُ
يركضن صوبَ النوافذِ
ليشربنَ من وسامةِ الأميرِ الذي
لا يطرقُ الأبوابَ
يقتحمُ مضاجعَ الغيدِ
لينثرَ عطرَه
فتنفتحُ العيونُ البريئةُ
على الهوى.
لكنهنَّ
في ركضهِنَّ العَجولِ
ينسينَ أن يمشِطنَ ضفائرَهنَّ
أو يرتبنَّ المشدّاتِ فوق النهودِ الطافرةِ
لكيلا تفرَّ الأرانبُ البريّةُ
من عُقالِها.
يتزاحمنَّ على كُوّات النوافذِ
فتسقطُ جدائلُهنَ
لكي ينتقي الأميرُ
كلَّ غروبٍ
جديلةً
عروسًا لليلةٍ واحدةْ
قبل أن يقتلَها رجالُ القبيلةِ
فتدخلُ القبرَ باسمةً
كما يليقُ بشهرزادَ
نسيتْ حكاياها.
تقولُ شهرزادُ لحبيبها
قبل أن يضمَّها القبرُ:
لا تُحِطْني بذراعيكْ
لكيلا
-حين تمضي-
أرتعشَ من البردْ.
لا تُقبّلْني طويلاً
لكيلا
-حين تجفُّ شفتاي-
أموتَ ظمأ.
لا تقُلْ لي كلماتِ حُبٍّ
لكيلا
-حين يختفي صوتُك من شرفتي-
يُصيبَني الصممْ.
لا تملأْ بيتي حياةً
حتى
-حين تسافرُ غدًا-
لا يدثّرَني المواتْ.
لا تُشِرْ بيدِكَ نحو الرَّبوةِ البعيدة
قائلا:
هنالكَ
عُشٌّ سوف يجمعُنا
لكيلا
-حين أنظرُ للبعيدِ بعدَ رحيلِك-
أفقدَ بَوصَلتي
ويضربَني العمى
فلا أرى
إلا اليبابْ.
لا تضعْ أطفالَك في قلبي
لكيلا
-حين أخلُدُ إلى وحدتي-
أشعرَ باليُتم.
لا تجعلْ حضورُكَ كثيفًا
لكي
لا يكونَ غيابُك كثيفًا.