نصف الدنيا
منى حلمى
أنظر إلى "أمى" فأرانى
منْ هذا الرجل الذى يرتب سريرى

وأوراقى بحركات رشيقة

يفتح النوافذ .. يروى الزهور؟

منْ هذا الوسيم

الواقف فى شرفة بيتى

يشرب القهوة ويشعل السجائر؟

وينثر البخور؟

منْ هذا الغريب

الذى لا يبدو غريبا

على عيونى وقلبى

لكننى لا أتذكره؟

برقة يمسح بكائى

يشرب معى مرارة الوقت

إنى حائرة

منْ هذا الحنون الصبور؟

----------------------------------------------------

البعض يريد « الاقتراض»

من صندوق النقد الدولى

وأنا أبحث عمنْ يقرضنى عيونا

لأواصل مهمة البكاء؟

---------------------------------------------------

لا سبيل إلى نسيانك

إلا بنسيان حياتى نفسها

ولهذا أتدرب يوميا

على محو ذاكرتى

------------------------------------------------

الرجال لا يعترفون بأنوثتى

النقاد لا يعترفون بقصائدى

الوطن لا يعترف بحريتى

لكننى وحتى الآن وحتى إشعار آخر

بألف خير

-------------------------------------------------------

سألتنى صديقتى:

لمَ لا تأتين معى إلى «البحر» فى العيد؟

رد قلبى هامسا:

هو لسه الدنيا فيها بحر؟

هو لسه الدنيا فيها أعياد؟

-----------------------------------------------

العواطف الجميلة

فى حالة «بطالة» مزمنة

لماذا لا يتكلم أحد

عن «الاستثمار»العاطفى»؟

--------------------------------------------------

أنظر إلى أمى فأرانى

أنظر إلى نفسى

فأرى أمى مع مرور الأيام

تذوب الحدود بينى وبين أمى

مع مرور الأيام

يصبح لها مثل فصيلة دمى

مع مرور الأيام

يصبح حزنها حزنى

وهمها همى

-------------------------------------------

هذا ليس جسدى

الذى ارتديته طوال عمرى

وهذه ليست ملامحى

التى ميزت وجهى سنوات

وهذه الأوقات التى أعيشها

من أين جاءت؟
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف