صباح الخير
كاميليا عتريس
آثارنا لم تستغل بعد!
جزء كبير من مشكلة مصر الاقتصادية بسبب تراجع السياحة.. والآثار المصرية تمثل الجزء الأكبر من الحركة السياحية فى مصر.. وتراجع السياحة، يعنى تأثر الآثار.. والمسئول الأول عن الآثار فى مصر الدكتور خالد العنانى يعترف بذلك، لكنه فى الوقت نفسه يؤكد أن هناك خططاً من أجل النهوض بالآثار فى الفترة القادمة.
«صباح الخير» التقت بوزير الآثار الدكتور خالد العنانى.. وكان هذا الحوار عن خطط الوزارة لحل الأزمة..
• ما هذه الخطط من وجهة نظر الحكومة وما رؤيتكم كوزارة الآثار لتفعيلها؟
- بالفعل عندى أوامر لتعظيم دور الوزارة للحفاظ على الآثار.. ولكى نحافظ عليها نحتاج زيادة فى أعداد السائحين القادمين لمصر.. وهذا التكامل الطبيعى والمنطقى فى الآثار فى مصر ونحن بالفعل فى اجتماعات بشكل دورى نتحدث عن مشكلة السياحة سواء فى اجتماعات مجلس الوزراء أو مجالس السياحة ومؤخرا فى لجان السينما لأنه ملف مهم.
وأنا كوزارة آثار دورى أن أساعد السياحة:
1- بشكل مباشر أنى أوفر جميع الخدمات التى لدى وزارة السياحة فى الترويج السياحى.
2- أننى أحسن مستوى الخدمة فى البنية التحتية فى المناطق الأثرية مثل إنارة المتاحف.. وبالفعل تمت إنارة المتحف المصرى بالتحرير وفتحناه لاستقبال الزائرين فترة صباحية وأخرى مسائية على غرار المتاحف العالمية كما استعنا أيضا بشركة جديدة للنظافة بالمتحف.
3- نقدم خدمات جديدة للسائحين مثل فتح مقبرة الملكة «نفرتارى» بتذاكر منفصلة وأسعار خاصة (1000) جنيه حيث إنها أهم وأجمل مقبرة ويجب الحفاظ عليها وأيضا فتحنا هرم «أوناس» لأول مرة منذ عام 98. وترجع أهميته إلى أنه يحتوى على «متون» الأهرامات وهى كتابات مهمة، وتطوير منطقة الأهرامات سننتهى منه قريبا، والجديد أننا سنعمل اشتراكا سنويا للأجانب المقيمين بمصر لزيارة الأماكن والمتاحف الأثرية بأسعار مخفضة خاصة لمدينة الأقصر لزيارة كل معالمها لمدة خمسة أيام بـ100 جنيه، وكلها خدمات نقدمها لوزارة السياحة لأننا محتاجين العائد للآثار أيضا.
• تطوير الهرم
• بمناسبة الحديث عن تطوير منطقة الهرم.. ما دور الوزارات الأخرى فى هذا التطوير مثل الداخلية والمحليات والسياحة؟
- فى الحقيقة حصلنا من خلال اجتماعات مجلس الوزراء على بعض القرارات من أجل ذلك، ليس فقط منطقة الأهرامات بل تطوير وتجديد مناطق وقصور وبيوت أثرية.. على سبيل المثال القصور المغلقة منذ سنوات وفى حالة سيئة وتحتاج لمبالغ كبيرة جدا لإعادة فتحها وتجديدها وترميمها والوزارة لا تملك هذه المبالغ وعندما عرضت المشكلة على رئيس مجلس الوزراء اتخذ قرارا بتشكيل لجنة من الوزارات المعنية لإنقاذ القصور الأثرية وكذلك الوكالات والمنازل الإسلامية.
وأما منطقة الأهرامات وكيفية حمايتها.. فنحن ننسق بالفعل مع وزارة الداخلية، لأن منطقة الهرم أكثر مكان به باعة والجمال والأحصنة والخدمات خارج المنطقة الأثرية وداخلها.. وعادة هذه الأشياء تكون خارج المنطقة الأثرية، لكن فى منطقة الهرم بالذات تكون بالداخل والخارج وهنا المشكلة، ولكن بالتنسيق مع وزارة الداخلية والآثار والسياحة نضع حلولاً جذرية لهذه المشكلة التى نعلم أنها ليست وليدة اليوم بل هى منذ سنوات طويلة مضت.
والحل هو المشروع الذى يتم الآن لتطوير المنطقة بتخصيص مكان للتريض وركن السيارات والأحصنة ومنع دخول السيارات داخل المنطقة ومنع الباعة وتخصيص مكان للبازارات والهدايا والاستراحات ونجاح المشروع يرجع أولا لوعى وثقافة الناس وإيمانهم بقيمة آثارهم والحفاظ عليها.
وعن دور شرطة السياحة ووزارة الداخلية يتحدث قائلا د.خالد العنانى: وزارة الداخلية تلعب دورا مهما فى هذه المنطقة بالذات، حيث إن ظهير الهرم غير مضاء وهى تؤمنه وتؤمن الدخول للمنطقة والحقيقة منذ أحداث يناير 2011 لم يحدث أى مكروه للمناطق الأثرية بعد حادثة المتحف المصرى ومتحف ملوى.
• أفراح القصور والمتاحف
• من ضمن مصادر الدخل لوزارة الآثار إقامة أنشطة ثقافية وفنية واجتماعية بعائد مادى.. هل وضعتم ضوابط وشروطا جديدة للحفاظ على الأماكن الأثرية وعلى الأثر نفسه من سوء تنفيذ الفكرة؟!
- بالفعل عقدت عدة اجتماعات مع المسئولين بالوزارة وأخذت آراء شخصيات أخرى مهتمة بالشأن العام لكى نصل إلى رؤية صحيحة لاستغلال الأماكن الأثرية بحيث لا تضر الأثر وفى نفس الوقت تحافظ على مكانته وعظمته وقيمته التاريخية فوافقنا على إقامة المناسبات الاجتماعية فى حدائق القصور والمتاحف والبيوت الأثرية فقط وطبقا للضوابط التى وضعناها، وأنا حرصت على أن تكون هذه القرارات مؤسسية وليست فردية لكى لا تتغير بتغير الوزير فعرضناها على المجلس الأعلى للآثار والجميع اتفق على ذلك، ولكى نضمن الشفافية وعدم التجاوز سنضع أسعارا محددة لكل خدمة وينفق عليها من مكتب المختص بهذا ويكون مقره الوزارة بالزمالك.
ومنعنا إقامة الأفراح فى القلاع والجبانات لأن القلاع رمز لحماية الوطن والجبانات فى الهرم والبر الغربى لها قدسية لايصح إقامة أفراح بها.
• حدث اتفاق واجتماع بين سيادتك وبين لجنة السينما والدكتور أحمد عواض رئيس المركز القومى للسينما بخصوص تصوير الأفلام المصرية والأجنبية فى المواقع والمتاحف والبيوت الأثرية.. كيف كان الاتفاق؟
- بالفعل تم اجتماع رائع الحمدلله برئاسة رئيس مجلس الوزراء ولجنة السينما بخصوص هذا، لأن التصوير فى الأماكن الأثرية أصبح سلعة متميزة خاصة بمصر غير التصوير فى صحراء وبحر ويجب علينا استغلال الأماكن والمواقع الأثرية التى تتميز بها لصالح زيادة الدخل السياحى والقومى لمصر.. وأنا سعدت بهذا اللقاء لأننا خرجنا بمقترحات وأفكار جديدة وجيدة ثم بعد ذلك اجتمعت بالدكتور عواض رئيس المركز القومى للسينما وتناقشنا فى اللائحة التى وضعناها نحن كوزارة، وهو بدوره أضاف عليها بعض التعديلات وأضفنا توصيات جديدة والكل وافق عليها لأنها بالفعل ستخدم الدولة وأرسلنا لوزير الثقافة خطاباً رسميا ينتظر الموافقة عليه.
ثم يضيف د.خالد وزير الآثار قائلا: لقد عدلنا فى أسعار تصوير الأفلام حيث أصبح تصوير اليوم الواحد للفيلم المصرى 500 جنيه والأجنبى 1500 وقررنا تخفيض سعر التصوير فى الشهر إلى 5000 للمصرى و15000 للأجنبى بالعملة المصرية والتخفيض فى الشهر لا يبنى على يقين أن هذا سيزيد من الإقبال على زيارة مصر بدلا من التصوير فى بلاد أخرى مجاورة، وأيضا تخفيض 50% على الأماكن الصحراوية القريبة من الأماكن الأثرية.
وهذا دور وزارة الآثار وأتمنى دور الوزارات الأخرى تسهل وتساعد أيضا فى إنهاء إجراءات الدخول وتقديم الخدمات الأخرى ليستفيد منها القائمون على السياحة وزيادة العملة الصعبة للبلد.
• أفكار جديدة
• الأفكار الجديدة التى تقدمها الوزارة للجذب السياحى من المصريين والأجانب.. هل سيحدث تقييم لها بحيث تكون الفائدة أكبر؟!
- بالفعل أمامنا معرض للمستنسخات للقطع الأثرية والكتب الأثرية وحقق إقبالا ونجاحا كبيرا وعائداً أيضا وطلب منا عمل معرض مثله فى اليابان وبلاد أخرى.. وأيضا فكرة مشاركة الجمهور فى اختيار قطعة أثرية لتكون قطعة الشهر نالت إعجاب الكثير فى المتحف المصرى.
وأيضا قررنا أن كل المصريين فوق سن الستين يسمح لهم بدخول المتاحف بالمجان.. فهم من أفنوا عمرهم فى خدمة الوطن لابد أن يتاح لهم زيارة آثارها بالبطاقة الشخصية وكذلك الأطفال لكى يعرفوا تاريخ وآثار بلادهم من هنا تأتى قيمة الانتماء والوعى الأثرى.
• كان هناك بعض الأفكار السابقة لجذب السياحة مرة أخرى من الخارج على سبيل المثال البحث عن مقبرة نفرتيتى واكتشاف أسرار جديدة للأهرامات هل نجحت هذه المحاولات؟!
- أنا رأيى أن الذى حدث فى مقبرة توت عنخ أمون كان مشروعًا بحثيًا والوزارة تفاعلت معه إيجابيا وعملت كل الخطوات العلمية السليمة وحدث التعديل الوزارى قبل الخطوة الأخيرة وعندما شرفت بالوزارة لم أجد ما يدفعنى أو يشجعنى على عمل ثقب فى جدار مقبرة توت كبحث علمى، أما عن الدعاية التى صاحبت هذه الأعمال.. (الفكرة كانت مشروعًا بحثيًا اتعمل له دعاية) لكن ما هو فى بواطن الأمور لا أستطيع الحكم عليه.. لكن الوزارة جاء لها ورق بحثى يفترض أن به شيئًا جديدًا فتفاعلنا معه إيجابياً وأحدث دعاية إيجابية أيضا فى الخارج عن مصر لأننا نقول للعالم أننا نشجع البحث العلمى وأن مصر بلد أمان وممكن نصور فيها وأننا غير منغلقين.
ثم استطرد قائلاً: ما هو السلبى.. السلبى أننى أعطى وعودًا كثيرة وأنا غير واثق فى تنفيذها لأن هذا قد يؤدى أن ينقلب علينا بالعكس، وهو أننا متعمدين نعمل شو إعلامى لجذب النظر من أجل جذب النظر فقط، لذلك أنا عندما شرفت بالوزارة لم أغلق أى مشروع، أنا كل الذى فعلته أنى كملت المشروع بخطوات علمية بحيث لما أخاطب الغرب - والغرب مجتمع متعلم وثقافته عالية لابد أن يكون خطابا صادقا.
وخطوة الحسم والإعلان أنا حظى جاءت الخطوة دى لما جيت قلت آخذ بحاجة من الاثنين لآخذ قرار الاستكمال وأنفذه وأعمل الثقب فى مقبرة توت.. ولو عملت الثقب ولم نجد شىء يبقى أننا فعلا أخطأنا والناس لن تصدقك بعد ذلك وتفتقدى مصداقيتك.. ولو كنت قبلت المشروع حيقولوا لما الوزير مشى الوزير الجديد أغلق المشروع فأنا اخترت طريق البحث العلمى ونتائجه وقررت أسمع الرأى والرأى الآخر فى مؤتمر صحفى وعلمى كبير (اسمه توت عنخ آمون) حضره د.الدماطى تبنى الفكرة وبعض المعارضين، وسمعنا جميع وجهات النظر وأشاد الغرب بالمؤتمر بأن مصر تستمع للرأى والرأى الآخر.. والذى أعجبنى أن الرأى الآخر لم يرفض المشروع بل قالوا استكملوه، لكن مع معاهد علمية وباستخدام أجهزة رادار مختلفة.. وحتى هذه اللحظة لم تأت لنا أجهزة رادار مختلفة لاستكمال الأبحاث ولا أى معهد علمى جديد تقدم لاستكمال المشروع!!
وأنا حريص طالما سندخل بمشاريع بحثية بمقبرة مهمة مثل توت عنخ آمون والعالم كله يتابعنا علينا أن نتبع الخطوات العلمية الدقيقة الحريصة.. فكثير من الأخبار الإيجابية الصغيرة الصادقة على المدى الطويل تأثيرها أفضل من خبر أو اثنين غير (مجدين) ولازم افرض المصداقية بتاعتنا.. أما مشروع الهرم الخاص بجامعة القاهرة فهو مشروع مختلف تماما، لأن المشروع لم يفترض وجود شىء أو البحث عن شىء داخل الهرم.. وهذا من الغريب إنه اتفسر إعلاميا خطأ والناس أحبطت لأنهم لم يجدوا جديدًا من الهرم، ورغم - كما قلت - أن المشروع بحث علمى فقط ولم يكن بحثًا عن حجرات جديدة بالهرم!! بل تجربة لفرع جديد من الأشعة وتقارير، ورغم أن هذه البعثة كانت كل عام تسلم المادة العلمية والنشر العلمى ونتائج اكتشافاتها وبناء عليه أنا وضعت شروطًا جديدة للبعثات الأجنبية التى تعمل فى مصر، أولا تدريب 2 من الأثريين المصريين، ثانيا: المساهمة فى تطوير الموقع من خرائط وأسهم، ثالثًآ: تسليم التقرير عن نتائج البحث بعد نشره بالعربية والإنجليزية مع إقرار منا بالموافقة على النشر.
• ماذا ستقدم وزارة الآثار من دعم لمرشحة مصر د.مشيرة خطاب لليونسكو؟!
- ربنا يوفقها ويوفق مصر بأنها تأخذ المنصب، مصر دولة رائدة فى اليونسكو ومؤسسة وساهمت فى ذياع صيت اليونسكو من خلال آثارها وخاصة أثناء إنقاذ معابد أبوسمبل فى بداية الستينيات، وهو مسجل على أعلى نسبة مواقع أثرية فى اليونسكو ولذلك نحن نساعد الدكتورة مشيرة خطاب بتقديم كل الملفات التى تحتاجها، وسمحت لها بعمل أى لقاءات أو حوارات داخل المتاحف الأثرية وكانت بداية من داخل المتحف المصرى، حيث أعلنت ترشحها للمنصب وبالفعل مصر تستحق هذا وربنا يوفقها ويوفق بلدنا.
• متاحف مغلقة
• هناك أكثر من 35 متحفًا لدينا منتشرة فى أنحاء مصر وأغلبها لم يكتمل أو مغلق للتجديد!
- قريبا سنفتتح المتحف الإسلامى بعد ترميمه وتجديده بعد العملية الإرهابية وأيضاً متحف ملوى ومتحف سوهاج، وللأسف كان قبل أحداث يناير 2011 لدينا حلم بمتحف للآثار المصرية فى كل مدينة مصرية وبدأنا بالفعل لأنه كان لدينا الإمكانيات بتحقيق ذلك وانتهينا من متحف السويس الرائع، وقريباً سيكتمل متحف المنيا وشرم الشيخ وغيرهما، ونتمنى أن تعود السياحة مرة أخرى ليزيد دخل وزارة الآثار ونستكمل مشروعنا الحلم متحف فى كل بلد مصرية.
• لدينا تحفظ دائم من البعثات الأجنبية التى تقوم بعمليات البحث والحفائر فى المنطقة المحيطة بمحافظة الشرقية، وهذه المنطقة مرتبطة بتاريخ الهكسوس وبنى إسرائيل.. لقد أوقفت مؤخراً رئيس بعثة فرنسية فى موقع من هذه المواقع لماذا؟!
- اللجنة الدائمة للآثار بالفعل أوقفت بعثة فرنسية نتيجة خلاف حدث بين مدير سابق ومدير حالى للبعثة وهو اختفاء مادة علمية عبارة عن «صور أرشيفية».
ثم أنهى حديثه د. خالد العنانى وزير الآثار قائلاً:
أنا أومن بالتواصل مع الآخرين ومع القيادات السابقة ومع الأجيال الجديدة ومع الجمهور والعاملين بالفرافرة لكى أتعرف على الجديد والأفضل وعلى رؤى وأفكار جديدة ولذلك عملت صندوقًا بشكاوى ومقترحات وسنفتتح موقعًا إلكترونيًا خاصًا بوزارة الآثار لكى أحافظ على آثار مصر وأساعد فى حل الأزمة ال اقتصادية، وبالطبع بمساعدة وزارتى الثقافة والسياحة فى أننا نغير الصورة الذهنية لمصر فى الخارج بعد أحداث يناير 2011 وما تلتها من أحداث.. والحمد لله نجد رد فعل جيدًا وخاصة عندما أنشأنا موقعًا للوزارة إلكترونيًا ننزل عليه أفلامًا مصورة كل أسبوع للآثار المصرية وكل الافتتاحات، والأخبار الجديدة وأصبح الأجانب ووكالات الأنباء ينتظرونها ويهتمون بها والعمل الرائع أيضاً هى نشرة شهرية لكل ما يحدث فى الوزارة بالعربية والإنجليزية من أخبار واكتشافات اتفاقيات أو آثار مستردة ووجدت الميديا الغربية كلها تتفاعل وتعلق عليها.•
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف