لعلي علي ثقة أن حلم الأولمبياد الذي أنتهي علي أيدي بعثتنا الرياضية في ريو دي جانيرو إلي غير ما وعدتنا به اللجنة الثلاثية. ومسئولو الاتحادات الرياضية.. ذلك الحلم الذي طالعنا بملامحه الحقيقية من خلال توالي المباريات. والنتائج القاسية التي خرجت بها فرقنا المختلفة. عدا ثلاث ميداليات برونزية نالها شباب أهلهم إصرارهم. فلم يكونوا - باعتراف مسئولي الرياضة - مرشحين للفوز.. ذلك الحلم. سيعيد طرح السؤال الذي جلدنا به أنفسنا في الدورات الأولمبية السابقة: أين الخطأ؟
بالطبع. فإن الآراء ستتعدد. تختلف وتتفق. لكنها ستجمع. كما حدث في المرات السابقة - علي أن الأسلوب العلمي هو ما يجب الأخذ به في الإعداد للأولمبياد القادم. ولأن الشطار قد لا يتعلمون من التكرار. فإني أرجح - متحسرا - أن السنوات الأربع التي تفصلنا عن المونديال القادم. لن تضيف جديدا.
نحن نتحدث عن العلم. ونمارس نقيضه. نكتفي بالتعبير عن الرغبة في الفوز دون أن نبذل جهدا حقيقيا. نلاحظ الأخطاء التي أفضت للنتائج المأساوية. ثم نكتشف أن قوانا قد استهلكت في حوارات الاتفاق والاختلاف. فيطول صمتنا إلي موعد المأساة التالية!
هل تتوقع الرياضة المصرية خيرا في ظل إهمال قياداتها للواجبات التي تمليها عليهم وظائفهم "هم موظفون يتقاضون رواتب وبدلات. ويحصلون علي امتيازات سفر وحياة في المستوي الأرقي" فينشغلون بأحقية كل منهم في التقدم علي زملائه لبواعث مظهرية سخيفة. ويتيحون للأصدقاء والمعارف أن ينضموا إلي البعثة المصرية باعتبارهم مدربين!
الرياضة المصرية - مثل الكثير من أحوالنا - تحتاج إلي حلول علمية. تركز علي الفعل. وليس علي إلقاء التهم علي الآخرين. أو الاكتفاء بالتحدث عن الدروس المستفادة. ثم الاسترخاء في نوم عميق لا نستيقظ منه إلا عند الأولمبياد القادم.
المصريين أهمه. ويا أجمل أسم في الوجود. ويا حبيبتي يا مصر.. كلمات جميلة. لكنها تظل مجرد أغنيات. ما لم ترافقها أفعال إيجابية. تجعل الأمنيات حقائق ملموسة.
قد يتحدث البعض عن كرة القدم التي صارت عشقا عند الملايين من أبناء شعبنا. وكما نعلم. فإن كرة القدم في البرازيل تبلغ حد الهوس. لكنها تظل واحدة من الألعاب التي تفوق فيها رياضيو البرازيل بصورة لافتة. والأمثلة تشمل الكثير من دول العالم.
لم يعد واردا زمن خضر التوني الذي كان يعلو فيه صوته بالقول: يا قوة الله. وهو يرفع ثقل الحديد لينال الميدالية الذهبية. الله يطالبنا أن نأخذ بالأسباب. وأسباب هذا الزمن هي العلم اطلاقا. ثمة أرقامة ومعادلات وقياسات وفحوص وتدريبات وتجارب. تحدد المستوي الذي قد يبلغه الرياضي في لعبته.