الأهرام
مرسى عطا الله
الطريق لامتلاك الطاقة النووية!
12 ــ هناك حقيقة أزلية لا يجادل فى صحتها أحد وهى أن الإنسان لم يصل إلى ما وصل إليه من امتياز على سائر الكائنات الأخرى إلا بتفكيره وعقله فليس الإنسان أقوى الحيوانات ولا أضخمها جسما ولا أرهفها حسا ولكنه أشد هذه الكائنات قدرة على التفكير.

والحقيقة إن أعظم قوة أسهمت فى صنع الحضارة الإنسانية لم تكن فى قوة البخار أو قوة الذرة والكهرباء ولا فى الطفرة التكنولوجية وما صاحبها من ثورة المعلومات والاتصالات وإنما القوة الحقيقية كانت ومازالت وستظل هى قوة التفكير الذى تجلى فى عقول أفراد من بنى الإنسان امتازوا بالنظرة الثاقبة والعبقرية الفذة وسلامة التفكير وأمثال هؤلاء النوابغ من العلماء والمفكرين الذين قادوا سفينة البشرية فى ظلمات الجهل وأسهموا بقسط كبير فى تشييد صروح الحضارة على مسار التاريخ كانوا عنوان اليقظة فى مجتمعات تميزت عن غيرها بأنها تشجع على فضيلة التفكير.. ولعل ذلك هو السبب الرئيسى فى أن المخترعين والمكتشفين على مستوى العالم فى الزمن السابق كانوا قلة نادرة وكان الواحد منهم يعد فلتة من فلتات الزمن، أما فى العصر الحاضر فقد صار التفكير فنا له أصوله وقواعده ومهارة تتطلب العناية والرعاية والتوجيه... ولم يعد الكشف والاختراع مقصورا على الأفذاذ الذين لا يجود بهم الزمن إلا نادرا وإنما أصبح السبيل ميسرا أمام كل ذى تفكير سليم أن يكتشف وأن يخترع من خلال نظم تعليمية متطورة لم يعد فيها مجال لمنهج الحفظ والتلقين... والخلاصة أن قوة التفكير ليست فقط هى من أوجدت القوة النووية الرهيبة بوجهيها الإنسانى والتدميرى وإنما هى الدليل على أن قوة التفكير أشد وأقوى من المعرفة النووية التى نسعى بكل قوة لامتلاكها بالشروع فى بناء محطة الضبعة لتوليد الكهرباء.

وربما تكون لنا عودة مرة أخرى لمناقشة جوانب أخرى فى ملفات الداخل التى سعيت لتجديد الاهتمام بها على مدى الأسبوعين الأخيرين بعد أن كانت قد تاهت منا بسبب الغيوم والضباب الذى ساد أجواء مصر والمنطقة فى السنوات الخمس الأخيرة.

خير الكلام:

<< لا يعرف الراحة فى الدنيا سوى من لا عقل له!
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف