الوفد
عباس الطرابيلى
حتى محلات العصير..!
بسبب الغلاء.. أصبح الكل يتحايل لزيادة الأسعار.. وآخر هؤلاء - حتى الآن - محلات عصير القصب.. وهو مشروب يعشقه المصرى صيفًا وشتاء.. صيفا بسبب بردوته.. وشتاءً بسبب مادته السكرية التى توفر للجسم، بعض السعرات الحرارية!
وهذه المحال تتحايل الآن، وهى تقلد هنا شركات المياه الغازية.. ولا أحد أفضل.. فالكل يسعى إلى المكسب. لذلك قامت محلات عصر القصب باختيار كوب أصغر حجمًا مما كان.. ليمتلئ بكمية أقل من العصير.. رغم أن سعر الكوب كان حتى فترة قريبة جنيها. أو جنيها والنصف وكنت أشرب الشوب فى المنيل بقرش صاغ عند عم سامى الآن صار ثمن كوب عصير القصب الثلاثة جنيهات. ويتعلل أصحاب محلات العصير بأن «لبشة» أى حزمة القصب قفزت إلى عشرة جنيهات من ستة جنيهات.
<< وهذه اللعبة بدأتها - من سنوات - شركات المياه الغازية. إذ لجأت إلى زجاجات، زجاجها سميك للغاية - وهى فى نفس حجم الزجاجة القديمة.. ولكنها تمتلئ بكمية مياه غازية أقل.. أى زادت الأسعار بحوالى 25٪ دون أى إعلان، فقط بتقليل كمية العبوة وهذا ما جعل البعض يستخدم العبوات الكارتون ليتحكموا فى الكمية.. دون أن يحس الزبون، وهذه ليست بدعة.. بل انطلقت أيضا عند شركات تعبئة المواد الغذائية فالعبوة لم تعد كيلوجراما مثلاً بل 900 جرام.. وربما أقل. نجد ذلك فى الأرز والمكرونة والشعرية فالعبوة الكيلو أصبحت 900 جرام والنصف 450 أو 400 جرام وهكذا ولم يعد الزبون، إن تنبه إلى هذه الحيلة يحرك ساكنًا أبدًا.. وإن كان البعض لم يتنبه حتى الآن.
<< ونفس الشيء امتد إلى عبوات زيت الطعام!1 إذ اللتر أو الكيلو أصبح 900 جرام وهكذا. وحتى الخل - تخيلوا؟ - ووصل الأمر إلى علبة الكبريت. ورحم الله زمنا كانت العلبة تحتوى على 60 عودًا.. الآن لا يصل عددها إلى 40 عودًا وربما امتدت هذه الحيل إلى الدواء.. سواء كان سائلاً أو شرابا.. أو أقراصًا.. ولا نتحدث هنا عن لجوء البعض إلى تقليل المادة الفعالة فى هذا الدواء.. أو ذاك!! طيب.. تروحوا بعيد ليه.. عندكم حجم ووزن الرغيف الفينو والله يرحم الفينو الفرنساوى «الباجيت» الطويل وأصبح وزنه الآن - رغم سعره الغالى - يوزن بحوالى عشر وزن الرغيف القديم.. الذى كان لذيذا.
<< وهذه الحكاية بدأت الحكومة أيام الرئيس عبدالناصر عندما كان الدكتور كمال رمزى ستينو وزيرا للتموين إذ تقرر إلغاء نظام الوزن بالأوقة.. وإدخال نظام الوزن بالكيلوجرام. وبالتالى تم إلغاء الأوقة والرطل. وكانت الأوقة توازى حوالى كيلو وربع الكيلو.
أى أن الحكومة رفعت - بهذه العملية - أسعار كل شيء بنسبة 25٪ دون أن يحتج الناس أو يتذمروا. وضاع عليهم ربع الكيلو أونطة.. وهكذا التحايل برفع الأسعار ولكن بذكاء.. هكذا هى عملية قديمة.. بدأتها الحكومة وقلدتها أخيرًا الشركات المنتجة.
<< إيه.. دنيا كلها تحايل.. ولكن بذكاء!!
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف