اخبار الرياضة
ايمن بدرة
مشاعر أوليمبية علي أنغام الهوية الوطنية
لو أن هناك جهاز يستطيع أن يقيس الهوايات في جسم الإنسان لاكتشف أن الشعب البرازيلي يهوي الموسيقي إلي درجة انها تسري في دمة.
البرازليون الذي عايشناهم وعشنا معهم حوالي ثلاثة أسابيع تتمكن منهم الموسيقي حتي تتصور ان كرات الدم في شراينهم تتراقص مع النغمات أو من دونها فهي وحدها تصنع نغمات وتشدوا باغنيات.
> > >
لم تسعفنا الكلمات في التواصل فالثقافة البرازيلية قائمة في الأساس علي اللغة البرتغالية..ولكن تشعر أن هناك تقرب في الهوية البرازيلية مع المصرية ربما لانتماءنا لنطاق ما يسمي العالم الثالث وربما للموروث الثقافي والحضاري المتعلق بالفن والموسيقي منذ الأزل فالفرعنة أول من عزف ولحن وغني.. والبرازليون كذلك ليسوا الأوائل ولكنهم المحيط الذي تخرج منه نغمات ينقلها العالم لعل أبرزها السامبا والكاريوكا.. هو اسم الشهرة للفنانة تحية كاريوكا التي ارتبط اسمها بموسيقي الكاريوكا.. انهم ليل نهار يستمعون الموسيقي ويرقصون في حفلات جماعية في مناطق تجمعات زادتها الاولمبياد زحاما.
> > >
هنا في البرازيل من العادي جدا أن تري وجوه تألقها تماما رغم أنها المرة الأولي التي تزور فيها هذا البلد المختلف ولكن هناك وجوه مصرية أو عربية 100 %.. تتحدث اليهم تجدهم برازليين سبحان رب العالمين من صور هذه الوجوة وجعل اختلاف اللسان والطبائع والخصال
> > >
هنا في البرازيل 200 مليون نسمة من كل أعراق البشرية صهرتهم الهوية البرازيلية منهم من أصله صيني وأخر ايطالي والثالث افريقي أو هندي أو باكستاني.. مصريون وعرب بالتحديد لبنانيون يعيشون من عقود صنعوا لهم مكانة في العديد من المجالات.من الطب حيث أشهر المستشفيات في ساوباولو لاطباء لبنانين وسوريين الي الاكلات العربية التي اخترقت التكتلات العالمية
في أخر 5 سنوات أصبح اسم حبيب يضاهي شهرة المطاعم العالمية فالرجل السوري الذي جاء واسس هذه السلسة من المطاعم حازت شهرة كبيرة في بلد ال 200 مليون حتي ان الفقير من أبناء هذا الشعب اصبح يعرف الكبة والصفيحة بالجبن وغيرها من المأكولات الشامية ويقبل عليها!
> > >
سبحان الله نحن العرب ننجز في بلاد ليست بلادنا ونبدع علي أرض غير أرضنا.. لاننا نعمل علي حرق أرضنا وقتل بعضنا واهداء اعدائنا ما لا يحلمون به لو حملوا أغني الاسلحة لحربنا.. هل هو مرضنا الذي يجعلنا نحارب كل من يجتهد لا نباريه في الاجتهاد ولكن نبدع في التحطيم.
في الحياة البرازيلية لا تسأل عن الهوية.. ولكن اسأل عن العمل.
> > >
وفي الدورة الأوليمبية وما يعقبها عادة من هوجة في الرأي العام لتخليص حسابات بين الشخصيات الرياضية والاعلامية يختفي التقييم الموضوعي للمشاركة في أكبر محفل رياضي علي وجه الأرض.
حققنا شيء من الانجازات نعم.. اخفقنا في عدد من المنافسات أكيد.. من نجح ومن اخفق لابد من دراسة الاسباب..وفتح الأبواب للحوارات ليكون هناك عمل جاد للمستقبل.
ما رأيته ولمسته وكنت شاهد عليه في أولمبياد ريو دي جانيرو أننا خرجنا من هذه الدورة نمتلك ثروة تتمثل في اسهم واعدة يمكن ان نراهن علي صعودها علي قمة الرياضة العالمية في بورصة طوكيو الاوليمبية 2020
> > >
خرجنا بثلاث ميداليات برونزية.. شيء طيب ولكن الأفضل منه أن لدينا سارة سمير وهداية ملاك وفريدة عثمان وعفاف هدهد وشيماء هريدي وأحمد قمر واحمد أكرم ومحمد إيهاب وهايدي عادل وعبدالخالق البنا..هم وغيرهم اذا تم الحفاظ عليهم وعلاج جوانب النقص لديهم وتوفير الرعاية لهم بعيدا عن معاول الهدم المعتادة سيكون لنا رصيد أكبر من النجاحات في الأولمبياد المقبل.. ونسعد كلنا بمزيد من التقدم.
أما أن استخدمنا منطق الربيع العبري الذي دمر البلدان وشرد الاوطان فأصبحت بلاد الغربة سكنا كما حدث مع حبيب السوري في البرازيل. علينا ان نضع نقطة سوداء ونبدأ من أول السطر.
> > >
ليس مهما من يحب خالد عبد العزيز أو من يكره ويريد له الرحيل ولا من يكره هشام حطب ويتمني اللحظة التي يبتعد فيها عن اللجنة الاوليمبية..وليس مهما ان هناك من يتطلع للوزارة او اللجنة.. المهم ان لدينا ثروة من البشر ساهم في صنعهم الوزارة التي يتولاها خالد..واللجنة التي يرأسها حطب ومعهما الاتحادات التي فيها اجتهادات وفيها خلافات من غلبت اجتهاداته علي خلافاته نجح أو اقترب من النجاح ومن دمرت خلافاته محاولات الاجتهاد كانت الاخفاقات التي شهدناها.
> > >
من يريد الخير لمصر عليه أن يضيف علي ما هو موجود وان يرفع من اسهم النجوم الشابة لتكون علي منصاب طوكيو ترفع العلم المصري لا علم عبد العزيز ولا علم حطب ولا علم جبر أو غنيم أو محجوب أو العمري أو حازم حسني.. أنه العلم المصري لو يعلمون.
فالعلم السوري الأن في البرازيل يبحث عن وطن بديل.

تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف