الرياضة في العالم.. لم تعد منافسات فقط.. بل سياسة واقتصاد.. وهذا ما أكدته دورة ريو دي جانيرو التي أختتمت منافساتها منذ يومين.
فقبل أن تبدأ الدورة بدأ "اللعب" بورقة المنشطات وتم أستبعاد العديد من الأبطال بحجة تعاطي أدوية محظورة.. ومنهم لاعب مصر في العاب القوي ايهاب عبدالرحمن بطل الرمح.. وكذلك لاعبون كبار من روسيا لابعادهم عن المنافسة علي الميداليات وهو ما تحقق بالفعل.. حيث غاب العديد من الروس.. كانت مشاركتهم ستؤثر بالتأكيد علي الشكل النهائي لجدول الميداليات الذي تربعت عليه الولايات المتحدة بعد أن افسحت المجال الرياضي للفوز بكل الطرق.. حتي لو كان "بفضيحة" مثلما حدث في سباق العدو التتابع
100 X 4والذي أخطأت فيه لاعبة امريكا وهي تتسلم العصا من زميلتها.. وكان يجب استبعاد الفريق الامريكي.. ولكن لانها امريكا.. قرر الحكام أن هناك خطأ حدث من لاعبة البرازيل.. تم علي اثره اعادة السباق من أجل عيون الفريق الامريكي.. بينما نفس الواقعة حدثت في دورة لندن من الفريق الكندي وتم وقتها استبعاده.. لكنها امريكا!!!
ولعل قراءة جدول الميداليات يشرح سيطرة الدول الكبري علي مقدرات الرياضة بفوزها بنصيب الأسد من الميداليات.. فهذا التفوق الأمريكي والصيني والروسي والأوروبي هو انعكاس لما نراه من صراعات هذه الدول للسيطرة علي العالم.
أما الجانب الأقتصادي.. فتمثل في نقطتين.. الأولي فوز لاعبين من دول فقيرة مثل كينيا بخمس ميداليات ذهبية..
فذلك لانهم وجدوا شركات كبري تنفق عليهم وتتولاهم بالرعاية والدعم.. والثانية دخول "التجنيس" بقوة.. وهو ما يعني أن الدول الغنية تشتري ابطالا جاهزين بفوزون لها بالميداليات..!!
وأخيرا لابد من الإشارة بثلاثي مصر الرائع الذي حقق انجازا كبيرا وهم محمد إيهاب.. وسارة سمير ـ 18 سنة ـ وهداية ملاك ـ 23 سنة ـ ولعل المفاجأة أن الرئيس عبدالفتاح السيسي كان قد أختار هؤلاء الثلاثة من بين عشرات الرياضيين ليقفوا بجواره وهو يطلق عام الشباب منذ عدة اشهر.. وهي ثقة ورؤية ثاقبة لقدرات هذا الثلاثي الذي لم يخذل الرئيس.. وفرح مصر كلها بالحصول علي الميداليات الثلاثة ونستكمل القراءة في دورة ريو الاعداد القادمة إن شاء الله.