جمال زهران
ضوء أحمر - «حي الأسمرات» .. وكبار السن .. يا سيادة الرئيس
أوقفتني سيدة عجوز من عدة أسابيع في الشارع..تصورت أنها تطلب مساعدتي..
ووضعت يدي في جيبي لأعطيها ما استطعت.. ولكنني فوجئت بها تضع يدها علي يدي التي تحركت إلي جيبي؛ وتقول لا أحتاج شيئا.. مستورة والحمد لله.. أنا أتابع مقالاتك في الأخبار؛ فقلت لها: هل تقرأين الجرايد؟! قالت : نعم.. اكتفي بالأخبار؛ وأعرفك من أيام مجلس الشعب وأدائك المميز؛ وأيام الثورة ؛ وآرائك بالتليفزيون والفضائيات. تعجبت وخشيت أن أظهر ذلك ؛ فتغضب مني وتتصور أنني أسخر منها. فقلت لها : يا أمي ماذا تريدين أن أفعل من أجلك؟ قالت: هل سمعت عن مشروع حي الأسمرات الذي أفتتح الرئيس السيسي مرحلته الأولي؟؟ قلت:نعم. فقالت: لم أقرأ أو أسمع أن هذا المشروع تضمن عمارة أو أكثر للمسنين أو غير القادرين ليصبحوا جزءًا من تفكير الدولة وتحت رعايتها؛ وطلبت مني أمانة أن أكتب عن ذلك ؛ ودعت لي بالصحة والستر؛ ووعدتها بذلك؛ وقبلت رأسها باعتبارها..أماً؛ وكانت تسير بعصا ورغم كبرها؛ فهي بصحتها.
وكانت هذه المطالبة؛ الأولي من نوعها؛ لكن سبقتها دعوات تليفونية ومطالبات في الشارع وأماكن متعددة بتبني قضية المسنين بشكل جديد وغير تقليدي.
وكنت في لقاء منذ أيام مع سيادة اللواء / محمد أيمن - نائب محافظ القاهرة لشرق القاهرة؛ في مكتبه؛ بصحبة بعض رموز حركة رائدات المستقبل؛ عضو تحالف العدالة الاجتماعية (25يناير-30يونيو) الذي أتشرف بأن أكون المنسق العام للتحالف؛ ومن بينهم : الأستاذة /مني أبو هشيمة؛ وم. ايفا سعد؛ وأخريات؛ لمناقشة نشاطات الحركة في مجالات مختلفة وجاءت الفرصة لكي أتناقش معه في قضية المسنين؛ وماذا يفعلون معهم في القاهرة؛ وحكيت له توصية سيدة فاضلة قابلتها في الشارع؛ فقال لي : عندها حق. وتناولنا الحديث في الموضوع؛ وكانت النتيجة هي أن كل مشروع إسكاني تتبناه الدولة عليها أن تخصص عمارة أو أكثر؛ مجهزة تجهيزا خاصا للمسنين وغير القادرين والذين لا أهل لهم يرعونهم وقد بلغ العٌمر منهم أرزله. فقلت له: ماذا عن مشروع الأسمرات؛ الذي افتتح الرئيس السيسي؛ المرحلة الأولي منه؛ هل يتضمن داخله هذه الفكرة؟ فقال : لا.. يبدو أنها كانت غير مطروحة. فقلت له: إنني سأطرحها للسيد الرئيس عبد الفتاح السيسي؛ لمراجعة هذا المشروع؛ في مقال لي بالأخبار استجابة لهذه السيدة.
فقال: هذا شيء رائع؛ وأعتقد أن سيادة الرئيس سيأخذ به. وبنفس الثقة والقوة في استجابة الرئيس لهذه الفكرة؛ أبلورها فيما يلي:-
-باعتبار أن مشروع الأسمرات هو نموذج لمواجهة العشوائيات التي وعد الرئيس بالقضاء عليها في جميع المحافظات من خلال برنامج زمني واضح؛ لذلك فإن الرئيس مطالب بتخصيص عمارة كاملة من كل مجموعة عمارات كقطاع سكني متكامل بما يوازي 5% أي عمارة من كل (20) عمارة؛ لهذه الفئة (المسنين وغير القادرين).
-يتم تجهيز هذه العمارة بعدد (2) أسانسير أحدهما عادي والآخر يسمح بدخول سرير، أي واسع مثل الموجود في المستشفيات.
- يتم تقسيم العمارة إلي شقق صغيرة بين (30- 40م2) فقط تضم غرفة واحدة؛ وصالة وحماما ومطبخا بحيث تضم العمارة أكبر عدد من المسنين.
- يتم تخصيص الدور الأرضي للرعاية الطبية للمسنين؛ والرعاية الغذائية والخدمات لغير القادرين علي خدمة أنفسهم.
- يتم تجهيز الشقق الصغيرة بأثاث بسيط وجهاز تليفزيون؛ بحيث لا يشعر المسن بانعزاله عن العالم وأنه أصبح في عداد الموتي باعتبارهم »المنسيين».
- خضوع هذه العمارات لإشراف ورقابة ومتابعة وزارة التضامن الاجتماعي مباشرة.
- إصدار قرار جمهوري بإدراج تخصيص عمارة داخل كل تجمع سكني في أي مكان علي مستوي الجمهورية بما يوازي 5% من إجمالي عمارات كل تجمع سكني - وأخيرًا لو بدأ الرئيس بحي الأسمرات؛ لقدم القدوة للمشروعات القادمة لعلها بداية نحترم من خلالها كل المسنين بصفة عامة؛ وغير القادرين بصفة خاصة؛ وهي ألف باء حقوق الإنسان.
لعلي فتحت الموضوع للنقاش ويحتاج لحسم الرئيس؛ ولازال الحوار متصلا.