الجمهورية
بسيونى الحلوانى
لن نكون أداة لتحقيق أهداف "الإخوان"
لا أدري لماذا مرت وسائل الاعلام المصرية مرور الكرام علي بيان دار الافتاء المصرية الذي صدر منذ يومين ويحذر من دعوات العصيان المدني التي تنتشر عبر مواقع التواصل الاجتماعي. حيث أكدت الافتاء أن جماعة الاخوان المسلمين تقف خلف هذه الدعوات وتغذيها لنشر الفوضي في المجتمع المصري عن طريق دعوة الجماهير للامتناع عن دفع فواتير الكهرباء ومهاجمة المؤسسات الحيوية للدولة.. معلنة- أي الجماعة- أن القوة هي شعار المرحلة. وذلك في تحريض صريح من العناصر الاخوانية الهاربة إلي تركيا علي العنف والفوضي.. ولم يتوقف الامر علي الدعوة للعصيان المدني. بل ذهبت الجماعة إلي خداع البسطاء والمخدوعين بافكارها وسياساتها التخريبية زاعمة ان مواجهة الدولة ورفض سياساتها وقراراتها "فريضة شرعية".
دار الافتاء لم تتجن علي جماعة الاخوان. ولم تصدر أحكاما أو تحذيرات عشوائية. بل قامت من خلال مرصد الفتاوي التكفيرية والآراء المتشددة بها بتتبع كل ما صدر عن قيادات وعناصر الاخوان الهاربة إلي تركيا وغيرها خلال الاسابيع الماضية وخاصة ما يسمي ب "المجلس الثوري" التابع للجماعة والذي يجتمع بشكل منتظم في تركيا حيث دعا المجلس صراحة إلي محاصرة المؤسسات الحيوية في كل محافظة أو مدينة. وأكدت الافتاء من خلال تحليلاتها ان ما تستهدفه الجماعة من خلال هذه الدعوات هو محاولة جديدة لتقويض الامن واشعال الحرائق ونشر العنف وهدم المؤسسات والهيئات الحكومية والتي تمثل أركان الدولة المصرية ودعائمها.
وكشفت الافتاء عن أن "المجلس الثوري الاخواني" قد دعا انصاره إلي اتخاذ عدة اجراءات تمهيدية منها تحديد المؤسسات الحيوية علي مستوي المركز أو المدينة أو القسم. وأماكنها تمهيداً لمحاصرتها. ثم تحديد الافراد والمجموعات المعادية لجماعة الاخوان في نطاق وجوده. وأماكن تجمعهم وقدراتهم علي مواجهة الثورة في لحظة فورانها. علي حد تعبيرهم.
واعتبرت الافتاء ان هذا التحريض ضد مؤسسات الدولة يستهدف اشعال الصراعات والحروب الاهلية بين أبناء الوطن الواحد. تحت دعاوي مغرضة تستهدف جذب الشباب واستدراجهم إلي ممارسة العنف والهجوم علي الافراد والمؤسسات باستخدام مصطلحات "الثورة" و"الفوران الثوري" و"المجلس الثوري" وهي كلها مسميات تخفي خلفها "تنظيمات اجرامية" ومحاولات لجر المجتمع إلي مربع العنف واشعال الصراعات والحروب الاهلية التي تعد البيئة المناسبة للجماعات والتنظيمات التكفيرية التي تنتظر الفرصة للعودة إلي الساحة المصرية.
شددت الافتاء علي أن الاجراءات التي دعا إليها ما يسمي ب "المجلس الثوري" من تحديد المراكز الاكثر أهمية في المدن والمحافظات والافراد الاكثر عداء للجماعة هي إجراءات لا تقوم بها سوي تنظيمات "الجريمة المنظمة" التي تستهدف النيل من الدول والمؤسسات القوية والمهمة في دولة بعينها لنشر الفوضي والعنف مما يسهل من عمل تلك التنظيمات والجماعات وهو ما يؤكد ان تنظيمات الجماعة الارهابية في الخارج أصبحت تنظيمات "جريمة منظمة" وإن كانت تردد شعارات سياسية وثورية ودينية تبرر بها أعمالها وتجذب بها الافراد والجماعات المتطرفة من هنا وهناك.
ما سبق ملخص لما أعلنته دار الافتاء للرأي العام المصري والعربي والدولي. وهو يدفعنا- نحن المصريين الوطنيين الخائفين علي الوطن والحريصين علي مصالحه- لنكون علي وعي كامل بمخططات الجماعة في إغراق المصريين في بحور من الاحباط واليأس والخوف من المستقبل بعد قرارات الحكومة برفع الدعم تدريجيا عن الطاقة وخاصة الكهرباء وتطبيق ضريبة القيمة المضافة خلال الشهور القادمة في محاولة لترميم ما انهار من الاقتصاد المصري نتيجة مؤامرات الاخوان وأذنابهم من جماعات العنف ومحور الشر الذي يتآمر علي مصر والذي تقوده تركيا وقطر.
نعاني من الغلاء.. نعم نواجه خطط وسياسات الحكومة بالتعبير عن رأينا بالتحفظ عليها والخوف من تداعياتها علي حياة الفقراء ومحدودي الدخل.. هذا حقنا الذي لايستطيع أحد أن يصادره.
لكن.. لن نكون أبدا وسيلة في يد جماعة الاخوان لتحقيق خططها وأهدافها التخريبية.
لا ينبغي ان ينساق المصريون وراء دعوات الاحباط ومشاعر اليأس والخوف علي لقمة العيش التي تروج لها الجماعة من خلال عناصرها "العواطلية" الذين يقضون معظم وقتهم علي مواقع التواصل الاجتماعي لتحريض المصريين بعد نشر اليأس والاحباط في نفوسهم.
لن أنضم- كمواطن مصري- إلي هؤلاء الذين يحرضون علي عدم دفع فواتير الكهرباء رغم انتقادي الشديد للوزير والحكومة علي الزيادة الان.. بل سأذهب بنفسي إلي شركة الكهرباء مع بداية كل شهر لادفع المطلوب مني وسأرحب بالمحصل عندما يطرق باب منزلي لتحصيل مستحقات الشركة.
لقد تأثرت كثيرا خلال الايام الماضية بمنشور للعاملين بشركات الكهرباء علي "فيس بوك" يناشد المواطنين التعامل معهم بود بعد ارتفاع اسعار الكهرباء. ووضعت منشورهم علي صفحتي ودعوت معهم كل المصريين الشرفاء بالتعامل مع محصلي الكهرباء برقي وتحضر. فلا دخل لهم في ارتفاع تكلفة الكهرباء أو انخفاضها.
الشعب المصري واع تماما لمحاولات الاخوان الاصطياد في أوقات الازمات.. ولن يعطي لهم الفرصة لينفذوا مؤامراتهم الاجرامية ضد الوطن والسعي لتخريبه.
ما دام ارتفاع اسعار الكهرباء وسيلة في يد الاخوان للتحريض والتخريب فهو "هايل" ونحن نرحب به.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف