السيد العزاوى
الكلم الطيب .. سلوكيات ضيوف الرحمن نموذج وقدوة بالبلد الحرام
تتوافد هذه الأيام رحلات ضيوف الرحمن علي أم القري أو المدينة المنورة.. وهذه الأماكن المقدسة تحظي بحب وهوي في قلوب القادمين لأداء الركن الخامس من أركان الإسلام. تهفو أرواحهم للتمتع بالأجواء الطيبة ورجاء يملأ وجدانهم بأن يتقبل الله منهم هذه المناسك التي يحرصون علي أدائها في إطار التعليمات والضوابط التي أرسي معالمها سيد الخلق محمد صلي الله عليه وسلم منذ فجر الدعوة الإسلامية وحين قام بأداء المناسك في حجة الوداع وقد كان التيسير في أداء أركان الحج هو الأسلوب الأمثل حين يأتيه أي حاج يستفسر عن أي عمل قدمه علي الآخر. وقد كانت سماحة سيد الخلق ورحابة صدره نموذجا وقدوة في توعية الحجاج والرحمة بهم في هذه الرحلة المباركة.
ومن الواجبات التي يتعين علي كل ضيف من ضيوف الرحمن الالتزام بها قبل أن ينطلق لأداء هذه الفريضة أن يحيط بكل ركن أو واجب أو سنة بهذه المناسك وأن يلجأ للعلماء وأهل الذكر للاستفسار عن أي عمل من أعمال الحج ابتداء من الإحرام وكيفيته ومحظورات الإحرام والآداب التي يتحلي بها وأن يعرف أن "مكة" هذا البلد الحرام لا يقطع شجرة ولا يقتل صيده الآمن والأمان يعم كل ركن من أركان هذه الأماكن المقدسة يقول ربنا عز وجل "وإذ جعلنا البيت مثابة للناس وأمنا واتخذوا من مقام إبراهيم مصلي وعهدنا إلي إبراهيم وإسماعيل أن طهرا بيتي للطائفين والعاكفين والركع السجود. وإذ قال إبراهيم رب اجعل هذا بلدا آمنا وأرزق أهله من الثمرات من آمن منهم بالله واليوم الآخر قال ومن كفر فأمتعه قليلا ثم اضطره إلي عذاب النار وبئس المصير 126825 سورة البقرة هذه المعالم المقدسة.. يجب أن تكون سلوكيات ضيوف الرحمن منسجمة مع حرمة هذه الأماكن ملازمة الأخلاق الطيبة وان يدرك انه لا رفث ولا فسوق ولا جدال بالحج كما أن التعامل بالحسني مع الآخرين وأن يتحلي بكل الآداب في تنقلاته والالتزام بالانضباط والسيطرة علي مشاعره وأن تكون السماحة والتجاوز عن الصغائر وانفلات الآخرين هي الطريق والأسلوب الأمثل. وليدرك كل حاج من هؤلاء الضيوف أن الشيطان يحيط بكل تصرفاته فليكن ضبط النفس والسيطرة عليها من أهم السلوكيات التي يتمسك بها. وليكن دعاء أبي الأنبياء سيدنا إبراهيم وإسماعيل يتردد علي لسانه دائما "ربنا تقبل منا إنك أنت السميع العليم" وأن تكون التقوي هي التي تستقر بالقلب وأن يكون الالتزام بالآداب والسلوكيات الطيبة هي خير زاد "وتزودوا فإن خير الزاد التقوي".
ولا شك أن الالمام والاحاطة بكل الواجبات سواء من المبيت بمني أو المزدلفة وان يتعرف علي كيفية جمع الحصوات وعددها ومقدارها. أمور لابد من تأديتها في إطار الضوابط. كما يتعرف علي كيفية الوقوف بعرفات والدعاء الذي يردده أثناء تواجده هناك وهل يلزمه صعود جبل الرحمة من عدمه وأن يكون ذكر الله لا يغيب عن خاطره في تنقلاته وتعاملاته وأن تكون السكينة والهدوء والنظام والنظافة من أهم المظاهر. كما يجب أن يتعرف علي كيفية الالتزام بالآداب أثناء زيارة المدينة المنورة والسلام علي رسول الله صلي الله عليه وسلم والحرص علي أداء الصلاة بالروضة الشريفة كلما تيسر له وعند السلام علي الرسول صلي الله عليه وسلم فليكن الالتزام والهدوء ويبلغ الرسول سلامه وليحذر علو الصوت لأن لهذا المكان حرمته. وأن يلتزم بهذه الآداب عند السلام علي أبي بكر الصديق وعمر بن الخطاب. ويحذر التزاحم والتدافع. وليكن ماثلا في ذهن كل ضيف من ضيوف الرحمن أن يكون التزود بالتقوي فرصة في هذه الأماكن المقدسة. وليكن ماثلا في الذهن أيضا قول الله تعالي "فإذا قضيتم مناسككم فاذكروا الله كذكركم أباءكم أو أشد ذكرا فمن الناس من يقول ربنا اتنا في الدنيا وماله في الآخرة من خلاق ومنهم من يقول ربنا اتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار. أولئك لهم نصيب مما كسبوا والله سريع الحساب" البقرة 200. 201. دعوات من القلب أن يمن الله تبارك وتعالي علي الحجاج بالرحمات وأن يعودوا سالمين غانمين إلي بلادهم. وبالله التوفيق.