المساء
أحمد عمر
أصل الكلام .. خبر عابر
وسط مئات الأخبار والعناوين التي نطالعها يوميا هناك ما يبدو للوهلة الأولي أنه واحد من تلك الأخبار العابرة الروتينية التي ربما صاغها موظف في إدارة للعلاقات العامة والاعلام صارت ضمن المكونات الأساسية للمصالح والمؤسسات والإدارات الحكومية.. علي أن مضمونها يحمل عجبا وعوجا.. الخبر جاءنا من جامعة أسيوط حيث اصدقاؤنا هناك سعداء يزفون الينا بشري انشاء وحدة مكافحة التحرش الجنسي.. قالوا إن اسيوط لها السبق وسط الجامعات الاقليمية في هذا المضمار بعد جامعتي القاهرة وعين شمس.. ومفهوم طبعا حرص جامعتنا علي رعاية الأخلاق الحميدة رغم أن التحرش لا يبدو أنه أصبح ظاهرة عامة داخل جامعة أسيوط أو خارجها.. لكن وماله.. من الجيد أن تسخر الجامعة جانباً من نشاطها البحثي الاجتماعي الأكاديمي لرصد الظواهر الاجتماعية والتصدي لها بالتحليل والتفسير ووضع برامج المواجهة والمشاركة في تنفيذها.. لكن تبين أن المسألة أخطر من هذا.. الموضوع فيه "الأمم المتحدة" شخصيا.. نعم قرر صندوق السكان التابع للمنظمة الدولية بدلا من رعاية الشيخوخة أن يكافح التحرش في جامعة أسيوط.. ربما تكون لديه معلومات سرية عن ارتباط الشيخوخة بالتحرش الجنسي.. إنما المعلن أن السيدة فيرونكا ممثلة الصندوق ذهبت شخصيا إلي أسيوط لتوقيع البروتوكول المهم مع الدكتور أحمد عبده جعيص رئيس الجامعة.. ومفاده أن توفر الجامعة مقرا لوحدة مكافحة التحرش وأن يتعهد "الصندوق" بتأثيثها.. فالمصروفات ثقيلة لا تقدر عليها جامعة أسيوط.. المطلوب قد يتجاوز توفير سجادة وطقم كراسي إلي شراء جهاز كمبيوتر ومكتبين.. ثم إعداد "استمارة للابلاغ عن حالات التحرش تتولي الجامعة التحقيق فيها وانزال العقاب علي مرتكبيها.. لكن الأهم من كل ذلك هو تشكيل مجلس لمكافحة التحرش بقيادة رئيس الجامعة وعضوية نوابه يتولي تنظيم الندوات التثقيفية ضد التحرش بتمويل - وهذا هو المهم - من عمنا الصندوق.. يعني الأمم المتحدة ستدفع بالدولار عرق الناس الشقيانين ليؤدوا واجبهم في إدارة الجامعة ورعاية طلابها وقيمها وأخلاقها.. ولولا تقدير لاصدقائنا في جامعة أسيوط لقلت إنها "سبوبة" رسمية دولية.. تتاجر بالشرف والأعراض.
أفهم أن ينشغل صندوق الأمم المتحدة للسكان برعاية الشيخوخة كما يفعل في مناطق أخري من العالم.. وأدعو مسئوليه إلي انفاق أموالهم في مشروعات النهضة التعليمية ودعم المؤسسات الثقافية أو مكافحة الفقر وتحسين المستوي الاجتماعي للكادحين والمواطنين البسطاء.. إنما معذرة لست متفهما لتوريط الصندوق الأممي في برامج وهمية وضخ أمواله في جيوب البعض.. اللهم إلا إذا كانت هناك أغراض أخري خفية لهذا البرنامج لا نعلمها.
** الإعراب عن القلق صار لازمة في بيانات السكرتير العام للأمم المتحدة بان كي مون يطلقها في كل مناسبة حتي تندر عليها المطالعون.. لكن لمرة واحدة علي السيد مون أن يقلق حقيقة علي أموال المنظمة الدولية.. ويا جامعاتنا بعض الرشد والبعد عن الهوي.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف