يسرى حسان
أي حاجة .. وزيرالتموين.. تجارة في الخسارة!!
قبل أن يستقيل خالد حنفي وزير التموين بساعات كتبت هذا المقال.. اقراه وأمرك لله:
يعمل خالد حنفي وزير التموين من أجل الله والوطن. شغلانة الوزير بالنسبة له مش جايبة تمنها. تقريبا يعني يتاجر في الخسارة. الرجل مغترب. فك الله غربته. وهو في الأول وفي الآخر وزير ودكتور. فهل يقيم مثلا في بيت شباب المنيل أو في معسكر مركز شباب الجزيرة؟
لابد من فندق فخم وعلي النيل حتي ينعم بالهدوء ويستطيع التفكير في كيفية تدبير رغيف عيش وزجاجة زيت وكيس سكر للمواطن الذي علي باب الله.
منها لله النفسنة. ومنه لله الحقد والغل الذي يأكل قلوب هؤلاء الذين لا يشغلهم "شكل الدولة". فالوزير عنوان لدولته. لابد أن يركب أفخم السيارات. ويسير في أكبر المواكب. ويرتدي أحدث الأزياء. ويسكن في أعظم الفنادق أو القصور أو الفيللات. أليس وزيرا في دولة مهمة وكبيرة. حتي لو كانت فقيرة وشعبها مش لاقي يأكل. أليس الصيت أفضل من الغني؟ فلماذا إذن ننفسن علي وزير يضع فوق راتبه عشرة أضعافه لتدبير أجرة السكن فقط؟
الذي سمعته ان الوزير كان يتقاضي من الجامعة التي يعمل بها 25 ألف دولار. بالإضافة إلي 25 ألف جنيه نظير عمله كمستشار لأحمد الوكيل أكبر مستورد حبوب وغلال في مصر - لا تشغل بالك بحكاية الوكيل هذه - ترك الرجل كل ذلك ووافق أن يكون وزيرا. فداء لمصر وفقرائها. فهل يكون جزاؤه هذه الحملة الشرسة والغمز واللمز والاتهامات الحاقدة المرسلة؟
بدلا من أن نشكر الرجل علي تضحياته من أجل الوطن ننغص عليه عيشته ونتهمه بأنه يقيم في جناح بفندق ضخم ونتساءل من أين يأتي بأجرة الفندق. مع ان الرجل أكد مرارا وتكرارا انه يقيم بالفندق فعلا ولكن في حجرة واحدة بمنافعها وليس في جناح كامل متكامل.. كما أكد أنها فلوسه وهو حر فيها.. هل سنرتاح إذا أقام مثلا في حجرة "دابل" أو ترابيل"؟ كيف سيفكر ويخطط إذن.. وماذا إذا كان شريكه في الحجرة يمشي أو يشخر أثناء النوم.. كيف سنطمئن علي مستقبل العالم والرجل يقيم في مثل هذه الأجواء البيئة؟
لو كنت من وزير التموين لتركت لهم الجمل بما حمل وعدت إلي عملي السابق. أنعم بالإقامة في عروس المتوسط وسط الأهل والأحباب. وأحصل علي رواتب لا يحصل عليها رئيس أمريكا نفسه.. نحن شعب يتبطر علي النعمة ولا يقدر مبدعيه ومفكريه.
علي الجانب الآخر فإن محبي الوزير يلسنون هم الآخرون علي من وجه اتهاماته القاسية للرجل. يقولون إنه لم يثر هذه الفضائح لوجه الله والوطن. لكنه أثارها لصالح آخرين يعملون ضد الوزير الناجح الشقيان.. تعارض مصالح يعني.
عن نفسي مش فاهم أي حاجة.. يقولون إن الله يسلط أبدانا علي أبدان. وان جميعهم حيتان كبيرة. وأن الأمر ما هو إلا صراع بينهم ليس لنا فيه نحن الأسماك الصغيرة.. استأذنك إذن في الغوص تحت الماء حتي لا يبتلعني حوت منهم.. ولا تنس أن تردد مع الست صباح "سلمولي علي مصر سلمولي!!!!"