المساء
مرفت مسعد
رفيقة الخيمة
الحجاج والعمار وفد الله إن دعوّه أجابهم وإن استغفروا غفر لهم وكلما دخل علينا موسم الحج أتذكرها وأسأل بيني وبين نفسي عن أخبارها وألومها أيضاً فكيف غاب عني الاحتفاظ برقم هاتفها وهي التي تستحق مني كل السؤال؟! إنها من الناس الذين يؤثرك عطاؤهم فهو لا نفاق فيه ولا رياء بل خالص لوجه الله.. أتذكرها وهي تدور كالنحلة ــ مع أنها في عقدها الخمسين ــ داخل الخيمة التي جمعتني بها أثناء مناسك الحج منذ عامين فكانت لا تغفو إلا قليلاً وتسهر الليل علي خدمة ورعاية السيدات المسنات في حنان وصبر جميل بلا تأفف أو شكوي.
كانت "رفيقة الخيمة" كلما غدت أو راحت تصحبها دعوات كل الحجيج وهي تمضي بلا كلل في أداء مهمتها الإنسانية النبيلة في خدمة العجائز دون أن يصرفها ذلك عن قراءة القرآن والخشوع التام في الصلوات.. استطاعت رغم الأيام المعدودة التي أمضيناها معاً أن تكسب حب الجميع حتي صارت بيننا وبينها ألفة ومودة جعلتها تبوح لنا بما يهمها ويحزنها وتسأل الله أن يشفع لها هذا العمل في إنقاذ ابنها.
لقد انساق ولدها وراء أصدقاء السوء وأصبح من المدمنين وكم حاولت علاجه واستعادته إليها وفشلت فأتت إلي بيت الله ترجوه رحمته وتسأله الحج المبرور والذنب المغفور والنجاة لابنها.
ورغم مرور عامين مازالت تلك السيدة حاضرة في قلبي أدعو من الله أن يجمعني بها عن قريب عند بيته المعظم وقد طرح عنها الهم والحزن واستعادت ولدها.. آمين.
* أعظم قربة إلي الله
من أعظم الأعمال والقربات إلي الله خدمة الحجيج وقد حمل رسولنا الكريم البشري بذلك للقائمين عليها مخاطبا سقاة الحجاج: "اعملوا فإنكم علي عمل صالح".
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف