ابراهيم كمال
ريو كشفتنا ولنبدأ لطوكيو .. بدون صراعات
* بعد انتهاء أوليمبياد ريو دي جانيرو بمرها.. قبل حلوها.. علينا أن نعترف اننا انكشفنا أمام أنفسنا وعرفنا أن مستوانا الحقيقي صفر كبير وسط أبطال ونجوم العالم بل أمام نجوم افريقيا.. فلم نحقق في "ريو" ما كنا نبتغيه بعيدا عن التصريحات الجرفاء من هذا المسئول أو ذاك والتي ملأت اذاننا خلال فعاليات الدورة أو قبل أن تنتهي الدورة بأننا حققنا نتائج مبهرة غير متوقعة لإيهامنا بإنجاز.. ولا أعرف أي انبهار في الميداليات البرونزية الثلاث التي جاءت لتحفظ ماء الوجه بـ "رمية غير رام" أو أي أرقام هي بعيدة كل البعد عن الأرقام التاريخية التي تحقق في معظم الألعاب.
* لا داعي لتوزيع الاتهامات كل علي الآخر.. لإلقاء اللوم علي هذا الاتحاد أو رئيس اتحاد آخر لأنه لم يحقق ما وعد به داخل الغرف المغلقة وما تم صرفه بالملايين علي إعداد لاعبين كنا نأمل أن يعودوا إلينا بعدد أكبر من ميداليات متنوعة وليست من نوع واحد فقط.. لن نلقي باللوم علي اتحاد ألعاب القوي وما حدث للاعبه إيهاب عبدالرحمن ومنشطاته والذي كنا نضع عليه آمالنا في ميدالية "الرمح" لكن استبعاده قبل الأوليمبياد كان ضربة موجعة لنا قبل اتحاده.. أو في ظهور لاعبينا بمستوي لا يؤهلهم للاشتراك في بطولة محلية وليست قارية خاصة عندما وقعت لاعبتنا فاطمة الشرنوبي "مغمي عليها في سباق 800 متر".. ولن نلوم اتحاد السلاح الذي لم يؤهل علاء أبوالقاسم قبل إعداده البدني والفني عندما تجاهله مسئولو اللجنة الأوليمبية بحمل علم مصر في الافتتاح.. علينا أن نعترف أن هناك تقصيرا من الجميع.. وليس من أفراد بأعينهم.. كانوا سببا في ابتعادنا عن منصة التتويج أكثر من 3 مرات.. علينا أن نجلس علي طاولة التحليل وتقصي الحقائق فيما حدث لمعرفة ماذا حدث لرياضتنا.. وأين الداء حتي نتمكن من تشخيص المرض جيدا ليكون الدواء فيه الشفاء لنصل إلي نتائج عالمية قريبة إلي ما رأيناه في "ريو".
* بعد انتهاء أوليمبياد "ريو" سنجد ان كل الدول التي لم تحقق ما خططت له أو حتي التي حققت ما تريد ــ ستفتح ملفات التحليل والتدقيق لوضع أيديها علي الأسباب.. أسباب الفشل "بالنسبة للفاشلين" لتضع برامجها التي تعيد لها كرامتها وتحافظ وتصون هيبتها في الدورة القادمة بطوكيو اليابانية بعد أربع سنوات التي تعتبر في حسابات الزمن ليست ببعيدة لصقل أبطالها "وليس لصناعة أبطال أو محاربتهم" من جديد وبث روح الحماس بعيدا عن صراعات جانبية بين مسئول في هذا الاتحاد ورئيس اللجنة الأوليمبية أو وزير الشباب والرياضة.. ستفتح ملفات الإعداد وما تم صرفه علي لاعبين لم يأتوا بشيء ولم نجن منهم إلا آمالا راحت في الهواء حتي يكون "الصرف" مستقبلا في محله وليس لمجرد التأهل من خلال بطولات لا تقاس بالأوليمبياد.
* نحن.. إذا تمسكنا بصراعاتنا وإلقاء التهم كل علي الآخر دون أن يكون هناك مصارحة وكاشفة واعتراف بالفشل.. وإذا لم نبعد لاعبينا ونجنبهم صراعات الغرف المغلقة وغير المغلقة.. فلن نأتي بأي جديد وسنظل نتفرج علي العالم وهو يتقدم بجانبنا مكتفين بـ "حروب" بيننا وبين بعضنا البعض لنجلس أكثر وقت ممكن علي كراسينا.. ولاها رياضة ولا يحزنون.