عياد بركات
ويتجدد اللقاء .. عفواً .. د.نصار!!
حين كتبت في الأسبوع قبل الماضي. وفي المقال الثالث حول أزمة التعليم أن د.جابر نصار. رئيس جامعة القاهرة. يفخر بأنه فلاح ابن فلاح. لم يكن ذلك هجوماً علي د.نصار. بقدر ما هو فخر ما بعده فخر بـ د.نصار وأصله الطيب.. ذلك أن د.طه حسين هو ابن فلاح.. وكذلك رفاعة الطهطاوي. وجمال عبدالناصر. وغيرهم من صفوة أبناء هذا البلد العريق.
إذا كان هناك خلاف مع د.نصار. فهو خلاف موضوعي حول خصخصة التعليم. وإعلانه عن بدء الدراسة في جامعة القاهرة الخاصة عام 2020. وما في ذلك من تحويل لجامعة أهلية عريقة عتيدة لجامعة خاصة.. صحيح أن جامعة القاهرة الحالية أغلب الظن ستظل كما هي ولن يقترب منها أحد.. ولكن صحيح أيضاً أن هناك جامعة موازية. سوف تحمل نفس الاسم "جامعة القاهرة" فلأي الجامعتين سوف ينتمي الطلاب؟!.. الجامعة العريقة. أم الجامعة الجديدة؟!!
لمن سوف تكون الريادة.. للجامعة التي أنشأها الشعب بتبرعاته. وتبرعت لها الأميرة فاطمة إسماعيل بالأرض مجاناً. حباً وكرامة. ورداً لجميل هذا الشعب الأصيل.. أم للجامعة الخاصة الحديثة؟!!
رأينا هذا في الدكتور جابر نصار. لا يبخسه أي حق من حقوقه. ولا أي عمل جليل من أعماله الجليلة. والكثيرة التي قدمها للجامعة. ولنا كشعب. كل ذلك لا يمنعنا من عرض وجهة النظر المضادة للخصخصة. والتي بدأت في جامعة القاهرة. ربما قبل أن يتولي رئاستها د.نصار بشعبة تجارة لغة. وفي عهد د.نصار خصخصة شعبة بطب القاهرة.
إذن الخصخصة فقط هو مصدر اختلافنا مع د.نصار. حقنا أن نسأله: مَن أمرك بهذا؟!.. أهي الدولة؟!.. لو كانت الدولة لأعلن باقي رؤساء الجامعات: عين شمس. والإسكندرية. وأسيوط.. أنهم بصدد إنشاء جامعات خاصة موازية.. وهي الجامعات التي لا تملك ما تملكه جامعة القاهرة من عراقة!!
هناك خلخلة في التعليم.. لابد أن أعترف بها.. وفي رأيي أن الخصخصة هي أهم أسباب هذه الخلخلة. والتعثر.. وقد طرح وطنيون مصريون كُثر. آراءً للخروج من ذلك المأزق. ولنبدأ اليوم برأي د.محمد غنيم. ذلك المصري الوطني الأصيل:
يقول د.محمد غنيم: إن الجامعات الخاصة تكرس الطبقية في مصر. وتجعل التعليم حقاً للقادرين. وأبدي دهشته لأن الدولة سعيدة جداً بالجامعات الخاصة.
يري د.غنيم أن إصلاح التعليم يجب أن يمر عبر 4 مراحل.. الأولي: ما قبل الأساسي من عمر سنة وحتي 6 سنوات. وتتحمل العبء الأكبر فيه المرأة التي يجب تثقيفها. وإعدادها باعتبارها المسئولة الأولي عن رعاية وتنشئة الطفل.. الثانية: مرحلة التعليم الأساسي. وهنا لابد من مجانية التعليم. وألا تتعدي كثافة الفصل 30 تلميذاً. والدراسة بنظام اليوم الكامل. ولا يقل العام الدراسي عن 40 أسبوعاً. بمعلم مؤهل. مع إعادة لصياغة الكتاب المدرسي. بما يعرف بـ"الكتاب المعلم".. وتوحيد مناهج التعليم الأساسي.. الثالثة: التعليم الجامعي. وفيه إغلاق ملف التعليم الجامعي الخاص نهائياً. وتشجيع العمل علي إنشاء الجامعات الأهلية غير الهادفة للربح.. وللحديث بقية.