الأهرام
جمال نافع
الوزير «الفقير» والسادات «المديون»
يفاجئنا المسئولون كل يوم بنوع غريب من التصريحات، من أمثال ما قاله وزير النقل «الناس بتسألنا مارفعتوش تذكرة المترو ليه لحد دلوقتى» ووزير المالية «المواطنون يطالبوننى برفع الدعم عنهم»، وهى تصريحات تدل على أنهم مجرد موظفين كبار لا سياسيين. من تلك التصريحات العجيبة ما قاله الدكتور أحمد زكى بدر وزير التنمية المحلية، بأن «الوزراء فقراء، ومرتباتهم تصل لـ30 ألف جنيه شهريا». ولا شك أن الوزير يعلم تماما أن هناك فرقا بين مرتب الوزير ودخله، لأن هذا الرقم الذى أعلنه أقل كثيرا مما يحصل عليه رئيس إحدى الهيئات الحكومية، والتى يشرف الوزير على عشرات منها بحكم منصبه، ويحصل على بدلات حضور جلسات وغيرها من المكافآت والسفريات، بل نشرت إحدى الصحف تحقيقا بالمستندات أن مكافآت وحوافز سكرتير وزيرة بلغ 77 ألف جنيه شهريا، فهل دخل الوزير يمكن أن يكون أقل من نصف دخل سكرتيره؟ ولكى يزيد الوزير الطين بلة، قال إن معاش المحافظ بين 800 أو 900 أو ألف جنيه، وفيه وزراء معاشهم 159 و 179جنيها. ويبدو المغالطة هنا، فهذا المعاش عن المدة التى قضاها فى المنصب الوزارى فقط، بالاضافة الى معاشه من عمله الاصلى وهو يضاف الى معاشه الآخر. ولعل حديث الوزير هذا، يذكرنى بحديث أدلته به السيدة جيهان السادات لإحدى الصحف ولبرنامج تليفزيونى فى نفس الأسبوع، قالت فيه إن الرئيس الأسبق السادات كان معاشه 900 جنيه فقط، وأنه مات مديوناً بألف جنيه للبنك لأنه كان يحول مرتبه عليه، وقامت السيدة جيهان بسدادها. وإذا كان ما قاله الوزير غير معقول، فلاشك أن حديث السيدة جيهان، وما أعلنته عن معاش السادات ووفاته مديونا يفوق كثيرا الخيال العلمى.

تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف