الأهرام
اسامة الغزالى حرب
شخصية مصر !
الكتاب الذى أعرض له اليوم هو واحد من أهم الكتب التى ظهرت فى مصر فى العقد الاخير من القرن العشرين (1994)، إنه كتاب «شخصية مصر: دراسة فى عبقرية المكان». لمؤلفه ابن مصر العبقرى د. جمال حمدان.لقد ولد جمال بالدقهلية وعاش فى حى شبرا وحصل على شهادة التوجيهية من التوفيقية الثانوية بتفوق عام 1944 ليلتحق بكلية الآداب جامعة القاهرة ويتخرج فيها بتفوق أيضا عام 1948 ويعين معيدا ، قبل أن يرسل فى بعثة علمية إلى بريطانيا و يحصل على الدكتوراه فى الجغرافيا عام 1953. وبعد عودته للقاهرة عين أستاذا مساعدا حيث ألف كتبا ثلاثة حاز عليها جائزة الدولة التشجيعية عام 1959.غير أنه بسبب تخطيه فى الترقية استقال من الجامعة لكتابة العديد من الكتب والابحاث التى كان أهمها وأكبرها «شخصية مصر: دراسة فى عبقرية المكان». ولا شك أنه من المهم أن يكون هذا الكتاب فى مقدمة الكتب التى ينبغى إتاحتها باستمرار لتكون فى متناول الأجيال الجديدة، ولكن المشكلة هنا هى ضخامة حجم الكتاب بأجزائه الأربعة التى تتحدث عن شخصية مصر: الطبيعية، والبشرية، والاقتصادية، والحضارية، و التى يبلغ عدد صفحات كل منها نحو الألف صفحة،فضلا عن أن تعدد طبعات الكتاب تشكل مشكلة لدى الإحالة إليه. لذلك فإننى أعتقد أنه من المهم أن تتفرغ لجنة علمية على مستوى ملائم لتلخيص هذا الكتاب المهم بشكل عادل ومتوازن لتكون أفكاره الاساسية متاحة للأجيال الجديدة، التى أعتقد أنه من المهم جدا أن تطلع على أفكار جمال حمدان وتتمثل رسالته العلمية والثقافية العظيمة ، بل وأن تناقشها بشكل نقدى ناضج .وأخيرا، لا بأس من أن أختم ببضع قطرات من محيط جمال حمدان الواسع :«يبدو الخطر الحقيقى على مصر وهو ينبع من داخلها،هو مصر نفسها، أكثر من الآخرين او الغرباء، هو بطش و عجز الحاكم من جانب، ورد فعل الشعب او سلبيته من الجانب الآخر، هو قضية الديكتاتورية ضد الديمقراطية، أو باختصار مشكلة نظام الحكم، ذلك هو التحدى الأعظم الذى كان الشعب المصرى يواجهه دائما ليثبت نفسه ووجوده وسيادته». لقدكتب حمدان تلك الكلمات فى أواخر التسعينيات فى ظل حكم مبارك، فماذا كان ياترى سيقول لو شهد ثورة 25 يناير....؟!
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف